لم أجد تفسيرا منطقيا أو خياليا حتى الآن للسلوكيات غير المسئولة التي يقوم بها الطلاب المنتمون للجماعة المحظورة بالجامعات المختلفة من حرق واقتحام وتخريب وقطع طرق وتكسير لواجهات مباني الكليات واشتباك مع الطلاب وحركتي ألتراس أهلاوي و6 أبريل خاصة بعد أن طويت إلي الأبد صفحة المعزول وجماعته وباتت من نوادر جحا في تاريخ مصر الحديث. والتفسير الوحيد الذي أراه منطقيا أن هؤلاء الطلاب يسيرون بلا وعي ولا هدي ويستسلمون لتعليمات قيادات التنظيم الإرهابي واضعين نصب أعينهم مقولة مرشدهم الأسبق عمر التلمساني "علي الإخواني أن يستسلم لمرشده كما يستسلم الميت لمن يغسله". كما أنني لم أجد تفسيرا حتى الآن لعدم عودة الحرس الجامعي مرة أخري لتأمين المنشآت والمباني الجامعية وحماية طلاب العلم من هؤلاء الموتورين الذين يسعون في الجامعات تخريبا وتدميرا. والسؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج إلي إجابة منطقية من وزير التعليم العالي الدكتور حسام عيسي هل ننتظر كل مرة أن يحاصر هؤلاء الطلبة رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ويدمرون ويحرقون المال العام كما حدث في جامعة الأزهر من قبل وحدث بالأمس في جامعة المنصورة حتى نستدعي الأمن؟ وإلي متي سنظل ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام وننتظر حدوث كارثة حتى نتحرك؟ ويكفي أن نعرف أن خسائر أحداث جامعة الأزهر تجاوزت 10 ملايين جنيه ولا ندري كم ستصل خسائر أحداث جامعة المنصورة بالأمس والتي قام خلالها طلاب الجماعة المارقة بحرق غرفة الأمن وتحطيم عدد من السيارات. واعتقد أنه لو كان الأمن متواجدا خارج الجامعة لتأمينها لما تفاقمت الأحداث ووصلت إلي هذه المرحلة الحرجة ولكن يبدو أن الطابور الخامس في الحكومة الحالية يري أن الاقتصاد في قمة ازدهاره ورونقه ولا توجد أزمة اقتصادية وأيه يعني يقوم طلاب المحظورة بتكسير وتدمير عدة مباني ومنشآت جامعية و"أيه يعني نحرق كام مليون" طالما أسطوانات الغاز متوفرة والشوارع نظيفة وفواتير الكهرباء والغاز والمياه ببلاش وكله تمام. وأري أنه لم يعد أمام الجماعة المارقة وطلابها من سبيل سوي الانخراط في الحياة الاجتماعية والفهم الحقيقي لوسطية الإسلام وإعلاء الحس الوطني خاصة وأن الدين الإسلامي يرفض في جوهره كل ما هو ضار ويدعو إلي كل ما هو نافع وهو دين التراحم والترابط والمحبة. رابط دائم :