طقس خريفي متقلب ينذر بقدوم قوي لفصل الشتاء ولعل نزلات البرد التي أصابت معظمنا منذ اعتدال درجة الحرارة أكبر دليل علي ذلك, الأمر الذي يستلزم بعض الاستعدادات الأسرية لمواجهة أمراض الشتاء. وسط ترقب وحذر من الفيروسات التي تنتشر في فصل الشتاء نتيجة العدوي والتي تقتحم الجهاز المناعي خاصة الأطفال في سن المدرسة حيث إنهم الأكثر إصابة من غيرهم بتلك الأمراض.. نزلات برد وفيروس الأنفلونزا والتهاب اللوز والحلق والغدة النكافية والرمد الحبيبي والجديري وغيرها من الأمراض التي ترتبط بالشتاء والتغيرات المناخية المصاحبة له تحاصر تلاميذ المدارس وتزداد حالات الإصابة يوما بعد يوم حتي قبل دخول الشتاء, الأهرام المسائي رصد أبرز الأمراض الشتوية التي غزت البيوت والمدارس لتحديد كيفية الاستعداد لها ومواجهتها والوقاية منها من خلال روشتات طبية تحدد الداء والدواء.. الداء والدواء في روشتة طبية الصحة تاج فوق رءوس الأصحاء مقولة لايعي معناها ولا يشعر بها إلا المرضي, ولما كانت للشتاء بصمته المعروفة علي كل منزل منذ قدومه وحتي رحيله سواء كانت فيروسات سريعة الانتشار ضعيفة التأثير أو أمراض فيروسية وبكتيرية أكثر خطورة وأشد تأثيرا كان علينا أن نترقب قدومه خاصة في ظل سلسلة الأمراض المعدية التي لاتتوقف في معظم المدارس منذ بدء العام الدراسي, الأمر الذي ينذر بوضع أسوأ مع دخول فصل الشتاء.. استعدادات خاصة ونصائح وإرشادات يوجهها بعض الأطباء وخبراء الصحة في روشتات طبية مختصرة تحدد أبرز الأمراض التي ترتبط بفصل الشتاء وكيفية الوقاية منها وكذلك التعافي منها إذا تمت الإصابة.. في البداية يقول الدكتور وليد عبد الله أخصائي بمستشفي الحميات بالفيوم إن أكثر الفيروسات انتشارا في فصل الشتاء هو فيروس الأنفلونزا لأنه يصيب الجهاز التنفسي الأكثر تعرضا للعدوي, وينتشر سريعا خاصة في الأماكن المغلقة والمزدحمة كالمدارس والجامعات والقطارات ومترو الأنفاق وغيرها من الأماكن ووسائر المواصلات التي تكتظ بالمواطنين, لافتا إلي أن فئة الأطفال تعتبر الأكثر تعرضا للأمراض الشتوية وخاصة من سنة الي6 سنوات نظرا لضعف جهاز المناعة لديهم. ويشير عبد الله إلي أن مرض الغدة النكافية انتشر بكثرة في المدارس لعدم وجود توعية بخطورة المرض مشيرا إلي أنه قد يسبب عقما للإناث والذكور لذلك يشدد علي ضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة للبعد عن أي مصدر للعدوي أو الإصابة بالمرض مؤكدا أهمية النظافة الشخصية لطلاب المدارس والتغذية الجيدة السليمة وتناول الأطعمة التي تحتوي علي الفيتامينات لتقوية المناعة لديهم. ويقترح أن توفر وزارة الصحة في كل مستشفي طبيبا وممرضة يقومان بتوعية المواطنين وتوجيههم بخطورة انتشار مثل هذه الفيروسات وطرق الوقاية منها, مضيفا إلي أنه يجب توفير مكان موثوق فيه خاص بالمستشفيات للتطعيم وخاصة في المحافظات والمناطق النائية مشيرا إلي ضرورة التوعية بهذه المناطق التي تعاني من إهمال شديد في القطاع الصحي مما يزيد حجم الإصابة فيها. وتقول الدكتورة مها مراد رئيسة قسم الأطفال بمستشفي الريش الياباني إنه يرتبط دائما بفصل الشتاء قدوم بعض الفيروسات التي تنشط في هذا الفصل وتتكاثر كالنزلات الشعبية والغدة النكافية واحتقان اللوز والإلتهاب الرئوي خاصة أن الممارسات والسلوكيات البشرية كلها تسير في اتجاه زيادة معدل الإصابة وتساعد علي سرعة انتشار الفيروسات مشيرة الي جلوس أفراد الأسرة أيا كان عددها في مكان واحد مع غلق جميع النوافذ حتي لو كان بينهم مصاب بفيروس الأنفلونزا وبالتالي يساعدون علي انتشار الفيروس, علاوة علي أن هذه الأمراض والمتاعب الصحية تنتقل فيما بينهم بسبب نقص المناعة خاصة لدي الأطفال حيث إنهم الفئة الأكثر تعرضا للإصابة من سن سنة إلي أربع سنوات لأنه سن حرج لايلتفت إليه الكثير ولاتستطيع الأم خلاله متابعة كل الأنشطة التي يمارسها طفلها في المنزل والتي قد تتسبب في إصابته بأحد هذه الأمراض علي حد قولها. وتشير مها مراد إلي أن الوقاية خير من العلاج لذلك تلزم التغذية السليمة وتناول المأكولات التي تحتوي علي أكبر قدر من الفيتامينات الي جانب الأدوية المكملة للغذاء في بعض الحالات. يقول الدكتور محمد علي عز العرب استشاري الباطنة والكبد ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد إن أكثر الفيروسات الموسمية انتشارا في فصل الشتاء هو فيروس الانفلونزا ونزلات البرد مشيرا إلي وجود أكثر من200 نوع من فيروسات الانفلونزا أقلهم خطورة الذي ينتمي لمجموعةC والذي يصاب به معظمنا وهو أقلهم في المضاعفات ودرجة الخطورة حيث يؤدي بعض هذه الفيروسات من فئةA وB إلي الموت مثلما هو الحال مع الانفلونزا الآسيوية. ويؤكد عز العرب أن مشكلة فيروس الانفلونزا أنه فيروس متحور وهو ماحدث مع انفلونزا الطيور والخنازير عندما زادت الإصابة بهما وأحضروا الأجسام المضادة ولكنها لم تساعد في تقليل الإصابات أو القضاء علي الفيروس لأنه قد يكون تحورا إلي غيره. ويقول إن نقص المناعة هو السبب الرئيسي سرعة وسهولة الإصابة بالفيروسات والأمراص الشتوية مؤكدا أن التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية والذي يأخذه البعض قبل بداية فصل الشتاء يساعد علي الحد من انتشار العدوي طوال الفصل إلا أنها ثقافة غائبة لايعرفها أو يلجأ إليها إلا فئات قليلة علي حد قوله. ويؤكد أن الفيروسات الكبدية تصيب الإنسان بأسباب لا تتعلق بتغيرات الفصول ولكن هذا لايمنع من احتمال تأثر الكبد بنزلات البرد القوية مما يسهل إصابة الكبد, ولكن بعض هذه الفيروسات الكبدية يتعلق بسلوكيات خاطئة يقوم بها الأفراد. وعن الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بالفيروسات الموسمية يوضح عز العرب أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر إصابة بها وذلك لأن لعدم اكتمال الجهاز المناعي لدي الأطفال وضعفه لدي كبار السن بالإضافة إلي أي شخص يعاني من نقص المناعة نتيجة إصابته بأحد الأمراض التي تسبب ذلك أو من يتناولون عقاقير طبية تؤثر علي الجهاز المناعي مثل أدوية الروماتويد والذئبة الحمراء. ويقول عز العرب إن الوقاية تأتي من خلال تجنب طرق العدوي والتي تكون في الغالب عن طريق الرذاذ واستخدام أدوات الغير لذلك يؤكد ضرورة استخدام المناشف الورقية عند العطس والتخلص منها فور استعمالها علاوة علي غسل اليدين جيدا ولمدة15 ثانية يتم خلالهما فرك الأصابع بالإضافة إلي المداومة علي شرب السوائل خاصة التي تحتوي السوائل الحمضية التي تحتوي علي فيتامينC مثل البرتقال واليوسفي والليمون والتغذية السليمة, وشدد علي أهمية الابتعاد عن أماكن التجمعات نظرا لكونها البيئة المناسبة لانتشار الفيروسات. ويوضح مصدر مسئول بقطاع الإدارة المركزية للشئون الوقائية أن أغلبية الأمراض الشتوية تنحصر في فيروس الأنفلونزا بأنواعه لأنها فيروسات معدية وتنتقل عن طريق التنفس وخاصة في الأماكن المزدحمة قليلة التهوية, ويضيف أنه يتم اتخاذ إجراءات وقائية في المدارس وخاصة بعد تزايد أعداد المصابين بالغدة النكافية وجار تطعيم3 ملايين طفل من عمر سنتين إلي4 سنوات, وأيضا تطعيم5 ملايين طفل في سنة أولي ابتدائي, لأن فئة الأطفال هي الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض. ويضيف أنه بانقضاء موسم الحج ظهرت بعض الحالات المصابة بمرض الكرونا وتم أخذ800 عينة عشوائية من الحجاج العائدين للوصول للمصابين بالمرض وطرق الوقاية منه لافتا الي أهمية دور الإعلام للتوعية بمثل هذه الأمراض المعدية وتنبيه الأسر الي سبل الوقاية منها وأيضا عمل ندوات تثقيف صحي للتعريف بهذه الفيروسات وخطورتها وكيفية مواجهتها. رابط دائم :