تواصلت أزمة أسطوانات البوتاجاز وتفاقمت بقوة في قري ونجوع محافظة أسيوط حيث تلقي بظلالها علي قري ونجوع المحافظة التي عاد مواطنيها للعصور البدائية سواء باستخدام الكانون أو الأفران البلدية. التي تسبب أزمة السحابة السوداء نتيجة للأدخنة الكثيفة المتصاعدة من تلك الوسائل البدائية لتزداد معاناة المواطنين سواء في العثور علي أسطوانة البوتاجاز التي وصل سعرها إلي30 جنيها أو في علاج أنفسهم من جراء الاختناقات الناتجة عن السحابة السوداء والأدخنة الكثيفة. يقول عماد احمد محمود من أهالي مركز الفتح إن السبب الرئيسي في تفاقم الأزمة يكمن في أباطرة اللجان الشعبية الذين يتولون توزيع أسطوانة البوتاجاز بالقري حيث استغل هؤلاء البلطجية سيطرتهم علي أسطوانات البوتاجاز وقاموا بتوزيع جزء من الكميات التي يستلمونها من المستودعات والجزء الآخر يقومون ببيعه في السوق السوداء دليفري للمنازل دون أن يشاهدهم احد في منتصف الليل وهو ما يتسبب في عجز شديد خاصة لمن لا يمتلكون ثمن الأسطوانة في السوق السوداء التي وصلت لمبالغ خرافية بالنسبة للعامل البسيط. ويضيف أحمد فتحي محمد- مدرس أن هناك لغزا محيرا للغاية حيث إن مدينة أسيوط بالكامل تعمل حاليا بالغاز الطبيعي وتم توفير استهلاك ما يقارب من مليون مواطن يقطنون بالمدينة وضواحيها ومن البديهي أن يقوم المسئولون بضخ الكميات المتوفرة من اسطوانات البوتاجاز إلي القري لتزداد حصصهم ورغم ذلك الأزمة مشتعلة للغاية والجميع في حيرة من أمرهم ويوضح حازم محمود سيد موظف أن الباعة الجائلين يحصلون يوميا علي كميات كبيرة من الاسطوانات لا يعلم مصدرها ويقومون بطرحها في السوق السوداء ب30 جنيها بالرغم من أن سعرها الرسمي8 جنيهات وهو ما يعني أن هناك مافيا تدير وتنفذ ببراعة الخطة الموضوعة لتعطيش السوق من حيث عدم توفر الاسطوانات وإغراقه من خلال السوق السوداء. ويشير حسين عبد الله محمد من أهالي صدفا أن الأزمة تفاقمت تماما في قري ونجوع المحافظة بعدما اختفت تماما اسطوانات البوتاجاز وبات الحصول علي أسطوانة بوتاجاز أمرا مستحيلا لذا عاد البسطاء من أهالي القرية إلي الطرق البدائية في طهي الطعام من خلال استخدام الكانون والأفران البلدية التي خلفت مشكلة جديدة وهي مشكلة الأدخنة الكثيفة التي تغطي سماء القري بسبب حرق مخلفات البوص والقش والقمامة وهي أشد خطرا من أزمة البوتاجاز لتتحول قري الصعيد إلي قنبلة موقوتة. وفي تعقيب للواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط أكد أن هناك محاولات جادة للسيطرة علي السوق السوداء من خلال مطاردة مباحث التموين للباعة الجائلين وللسيارات المحملة باسطوانات البوتاجاز المهربة هذا فضلا عن التنبيه علي جميع رؤساء الأحياء والمراكز بإلغاء دور اللجان الشعبية في عمليات التوزيع والاحتكام إلي كوبونات التموين التي نجحت نسبيا في حل الأزمة بعد تطبيقها في بعض المراكز. رابط دائم :