تواجه مدينة القنطرة غرب بالإسماعيلية زحاما رهيبا خلال العطلات الأسبوعية والإجازات الرسمية, حيث يعاني أهلها والمترددون عليها العديد من المشاكل عند شراء مستلزماتهم من الملابس والأجهزة المنزلية في المنطقة التجارية والشوارع المحيطة بها بسبب تكدس الفروشات والأكشاك العشوائية التي أقيمت خلال العامين والنصف الأخيرين في غيبة من المسئولين, حتي أصبحت أمرا واقعا وينتج عنها مشاكل لا حصر لها من مشاجرات شبه يومية نتيجة المعاكسات والتنافس علي عمليات البيع والشراء, ولكي نقف علي الأزمة من جميع جوانبها التقينا شرائح مختلفة من المتضررين وخرجنا بالتحقيق التالي. ويقول عبدالعال عثمان تاجر إن الحالة أصبحت سيئة في الحي التجاري بالقنطرة غرب منذ قيام ثورة25 يناير نتيجة غياب السيطرة الأمنية علي المنطقة انتشرت أعمال البلطجة, والتي وصلت لحد الاقتتال باستخدام الأسلحة الآلية في وضح النهار والأمثلة كثيرة ومركز الشرطة الذي يقع علي مقربة من موقعنا التجاري مليء بالمحاضر المأساوية, وقد طالبنا المسئولين بإيجاد أماكن للباعة الجائلين حتي لا تندس بينهم العناصر الإجرامية التي تفتعل المشاكل ولكي نؤمن مستقبلنا ونبعدهم عن احتلال شوارع التحرير والسويس وبن بلا, وهذا هو حل موضعي لهذه المشكلة. ويضيف أسامة عبدالرحيم صاحب مكتب استيراد وتصدير قائلا: إن مدينة القنطرة غرب ارتبط نشاطها التجاري بالمنطقة الحرة في بورسعيد منذ سنوات بعيدة, وعندما تم فتح باب الاستيراد فضل التجار التعاقد لشراء بضاعتهم من دول شرق آسيا وأوروبا, وأصبحت مركزا نشطا في التجارة يتردد عليه الآلاف من مختلف محافظات الجمهورية, لكن فوجئنا بالهجمة الشرسة للباعة الجائلين الذين أقاموا الأكشاك والفروشات والكثير منهم ليسوا من أبناء القنطرة غرب تمركزوا في شوارع التحرير والسويس وبجوار وحدة طب الأسرة, وحاولنا إسداء النصح لهم اتباع التعليمات والبعد عن الفوضي واللجوء للمسئولين لاستخراج التصاريح التي تثبت وجودهم في الأماكن المشروعة إلا أن أحدا لم يستمع إلينا وواصلوا تعديهم وفرض أنفسهم علينا وآثرنا علي أنفسنا التزام الصمت وننتظر موقف المسئولين من هذه المشكلة بعيدا عن المسكنات بشأنها. ويشير حمدي أبو زيد مهندس زراعي إلي انه لا يستطيع السير في شارعي التحرير والسويس علي وجه التحديد لكثرة الإشغالات في محيطهما وأتذكر الحريق الذي شب في الفروشات العام الماضي ودمرها بالكامل بعد أن ارتفعت ألسنة اللهب في محيطه وكادت تدمر منازلنا نتيجة إهمال الباعة الجائلين الذين لا يستطيع أحد التحدث معهم وضربوا عرض الحائط بتعليمات المسئولين الذين حرروا لهم محاضر بسبب تواجدهم غير القانوني في محيط السوق التجاري وسرقتهم للتيار الكهربائي من أعمدة الإنارة والمشكلة لن تحل بدون تحرك أمني جاد لاقتلاع الإشغالات وتوفير أماكن بديلة لأصحاب الفروشات والأكشاك العشوائية وحقيقة نخشي من كارثة إذا بقي الوضع علي ما هو علية الآن لاسيما في أوقات الازدحام التي تشهدها القنطرة غرب في العطلات والإجازات. وتوضح فاطمة سليمان ربة منزل تسكن في شارع بن بلا أنها تواجه مشاكل عديدة بسبب كثرة الباعة الجائلين الذين يعرضون بضائعهم من الخضر والفاكهة, وآخرون يبيعون الملابس حيث زاد عددهم بشكل لافت للنظر مما أدي لحدوث مزيد من المشاجرات اليومية بسبب الازدحام ووجود مشاكل بينهم وأصبحنا نعيش في بؤرة عشوائية ونحن نستغيث باللواء أحمد القصاص محافظ الإسماعيلية أن ينصفنا وادعوه لتفقد الحي التجاري لكي يشاهد بنفسه المهازل التي نتعرض لها بين الحين والآخر. ويؤكد أحمد صابر بائع متجول- أن المسئولين هم سبب المشكلة لأنهم لم يحددوا لنا الأماكن التي نتواجد فيها لكي نمارس نشاطنا التجاري وعندما نذهب إليهم للحصول علي ترخيص لإقامة الأكشاك والفروشات, حتي نقنن أوضاعنا يرفضون الحديث معنا ونتيجة موقفهم السلبي نضطر لمخالفة القانون نظرا لحاجتنا الملحة للبحث عن مصدر رزق يعين أسرنا علي تلبية احتياجاتهم ولكي لا نضطر للجوء لأي طرق إجرامية ويكفي أن مشكلتنا متعلقة بنواح تنظيمية وليس لدينا مانع في حالة تخصيص محال تجارية لنا في أي مكان داخل مدينة القنطرة غرب الانتقال إليها والالتزام بالتعليمات بشرط أن يكون المستفيد ليسوا من الوافدين علي مدينتنا وغالبيتهم من محافظات الصعيد وإنما من أبنائها وهذا معلوم للجميع. ومن جانبه أكد ماهر راشد رئيس مركز ومدينة القنطرة غرب بالإسماعيلية أن مشكلة الباعة الجائلين في طريقها للحل وذلك بعد الانتهاء من إنشاء موقف السيارات الجديد علي مساحة فدان وستة قراريط والذي يستوعب400 سيارة, حيث أقيم بداخله30 محلا تجاريا وهذه فرصة للقضاء علي الأكشاك والفروشات المنتشرة في شوارع التحرير والسويس وبن بلا. وقال إن اللواء أحمد القصاص محافظ الإسماعيلية سوف يقوم بافتتاحه قريبا وهناك دراسة سيتم عرضها عليه خلال أيام بشأن تشييد90 محلا تجاريا بالموقف القديم كفيلة بإنهاء الأزمة التي نعاني منها حاليا, وبسببها حررنا محاضر إزالة للمخالفين وهي موجودة لدي الأجهزة الأمنية. وأضاف أن المحال الجديدة سوف تمنح لحاملي رخصة بائع متجول, وأن يكون من أبناء مركز ومدينة القنطرة غرب دون سواها وهذا شرط في عملية التوزيع التي سوف تجري بشفافية تامة ودون المجاملة لفرد أو جماعة علي حساب الحقوق والواجبات المفترض اتباعها في هذا الشأن الهام. وأشار رئيس مركز ومدينة القنطرة غرب بالإسماعيلية إلي أنه يوجد سوق تجاري جديد تم إنشاؤه بالجهود الذاتية بجوار محطة مياه الشرب غرب المعاهدة مكون من بدروم وثلاثة أدوار وعند افتتاحه سوف يخفف حدة انتشار الباعة الجائلين في شوارع السويس والتحرير وبن بلا. وأوضح أن القنطرة غرب أصبحت منطقة تجارية من الطراز الأول, ولا تعتمد علي بورسعيد ويوجد بها مكاتب استيراد وتصدير لجلب البضاعة من الخارج مباشرة وإعادة بيعها لجميع محافظات الجمهورية وهذا يشكل لنا عبئا كبيرا في الخدمات, ونأمل أن نتعامل بحلول واقعية ترضي جميع الأطراف. وتابع أن رجال الشرطة يبذلون قصار جهدهم, وهناك خطة لديهم للتعامل مع الإشغالات تنفذ بين الحين والآخر, ونحن لا نريد إلقاء الحمل عليهم في هذا التوقيت, وندرك تماما أنهم قادرون علي التصدي للفوضي والعشوائية, وهذا الدور يجب أن يعيه المواطنون والباعة الجائلون المخالفون للتعليمات. الإسماعيلية خالد لطفي رابط دائم :