بعد مرور اكثر من3 عقود علي حالة الفتور التي خيمت علي العلاقات المصرية الروسية منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات, يأتي إعلان الرئيس الروسي فلايمير بوتين عن زيارة القاهرة قريبا واهتمامه الزائد بتعزيز التعاون العسكري مع مصر. ليوجه لطمة كبيرة للادارة الامريكية التي واجهت انتقادات كبيرة خلال الفترة الماضية لتقاعسها عن حماية مصالحها في الشرق الاوسط خاصة مصر التي ساءت العلاقات معها منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وهو ما دفع الأخيرة الي تحويل بوصلتها مرة اخري الي روسيا العدو اللدود لواشنطن. في غضون ذلك, قالت صحيفة مونيتور الأمريكية ان الغباء الذي تعاملت به الإدارة الامريكية مع الملف المصري أدي الي تدهور العلاقات مع هذا البلد الذي يشكل أهمية كبري لواشنطن, مشيرة الي ان القرار الامريكي بقطع المعونات العسكرية التي تقدر بنحو بنحو1.6 مليار دولار, لم يؤت بالنتائج المرجوة بل ايجاد نوعا من التقارب بين مصر, التي قررت تفادي تلك الضغوط الاقتصادية, بالعودة الي الفلك الروسي الذي استفادت منه كثيرا خلال حرب1967 واكتوبر1973, وهو ما قد يضر بمصالح واشنطن في المنطقة, لذا سارع نواب الكونجرس بعد استيعابهم خطورة الموقف لحث الرئيس الامريكي باراك اوباما علي ضرورة التراجع عن هذا القرار الذي سيجعل واشنطن الخاسر الاكبر في تلك اللعبة التي ستستغلها موسكو لايجاد حليف جديد في المنطقة بعد سوريا التي ادركت انها لن تصمد اكثر من ذلك بعدما مزقتها الجماعات الجهادية هناك. واكد المحللون ان الادارة الامريكية تصرفت بغباء شديد, حينما دعمت نظام الرئيس المعزول وهو ما لايجاد شعورا لدي المصريين بأن واشنطن تدعم الارهاب وتسعي لتنفيذ أجندتها, مما دفع العقلاء في مصر الي الارتماء في احضان موسكو التي دعمت ثورة30 يونيو التي ابهرت العالم واصبحت حديث الساعة, مؤكدين ان مصر استفادت كثيرا من خبرات الخبراء الروس الذين اخطأت وطردتهم بعد الخدعة الامريكية عام1971, الا ان زيارة بوتين المرتقبة قد تعيد الدفء بين البلدين مرة اخري خاصة وان كلاهما يحتاج للاخر, فمصر تسعي الي الاستفادة من الاستثمارات الروسية وكذلك دورها في تنشيط السياحة كما ان موسكو تحتاج الي دولة بحجم مصر لتعزيز وجودها في المنطقة. ومن جانبها حذرت شبكة فوكس نيوز الامريكية من عودة الشبح الروسي الي منطقة الشرق الاوسط مرة اخري, مشيرة الي ان تعزيز روسيا لوجودها في البحر الابيض المتوسط يرجع الي سعيها لإيجاد بديل عن ميناء طرطوس في سوريا بعد ان ادركت انه لا مفر من الإطاحة برئيسها الأسد في ظل تعنت الغرب واستمراره في تسليح المعارضة. وأكدت ان موسكو استغلت التوترات السياسية بين القاهرةوواشنطن لتصبح أقوي وأكبر داعم عسكري لمصر التي ستمكنها من العودة بقوة الي الشرق الأوسط بعد سنوات طويلة من الغياب. رابط دائم :