بحيرة المنزلة بؤرة تلوث شوكة في ظهر محافظة الدقهلية علي مدار60 عاما وقد عانت بحيرة المنزلة من إهمال المحافظين حتي تراكمت مشكلاتها فبحيرة المنزلة من أكبر البحيرات الطبيعية التي تكونت علي مدار آلاف السنين مياهها جاءت نتيجة تسريبات من مياه البحر الأبيض المتوسط. مساحتها تبلغ75 ألف كيلو متر مربع, تطل علي أربع محافظات هي بورسعيد والدقهلية ودمياط والشرقية. يقول الدكتور زيدان شهاب الدين بمعهد البحوث بالمنصورة انه بدلا من أن يكون موقع البحيرة الجغرافي المتميز دافعا لتنميتها واستغلالها الاستغلال الأمثل حدث العكس, فكل محافظ كان يلقي بمسئولية تنمية البحيرة علي المحافظة الأخري, بحجة عدم توافر الموارد المالية لتنمية البحيرة, أو يلقي المحافظون الأربعة بالكرة في ملعب هيئة الثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعية. وظلت البحيرة تعاني من إهمال المسئولين لها طوال العقود الستة الماضية فتحولت إلي ملاذ آمن للخارجين علي القانون والمسجلين جنائيا فمساحتها الشاسعة المليئة بالأحراش تجعلهم بعيدا عن أيدي الأجهزة الأمنية, فضلا عن اتخاذها كقاعدة انطلاق لتنفيذ جرائمهم خارج البحيرة, والعودة إليها بسلام وأمان محصنين بأحراشها وتضاريسها التي يصعب علي الأجهزة الأمنية مداهمتها. الي أن قام وزير الداخلية باقتحامها وتطهيرها من احتلال المسجلين جنائيا وإعادتها مرة أخري للجهة المسئولة عنها, وهي هيئة الثروة السمكية لكن المشكلة تكمن في استغلال الهيئه الأمثل للبحيرة وذلك لأن ميزانية هذه الهيئة لا تنهض بتنمية ترعة وليس بحيرة مساحتها75 ألف كيلو متر مربع, وهذه بحيرة واحدة من بحيرات أخري تابعة لها وهي بحيرات البرلس وناصر في أسوان والبردويل في شمال سيناء. فإشراف هذه الهيئة بإمكاناتها الضعيفة علي كل هذه البحيرات أمر مستحيل فهناك بالفعل مشكلة في عملية تنمية بحيرة المنزلة بالرغم من ان البحيرة فرصه جيده ليعمل بها نصف مليون عاطل من الصيادين ومن الشباب يقول محمد الزعلوكي صياد لقد تحولت بحيرة المنزلة من أحد أهم مصادر الثروة السمكية في مصر الي مستنقع للأوبئة والأمراض بسبب مياه الصرف الصحي والزراعي حيث كشف تقرير لوزارة البيئة عن أن البحيرة تتلقي سنويا226.6 مليون متر من الصرف الصحي و6.6 مليارات متر مكعب من الصرف الزراعي4.2 مليون متر مكعب من الصرف الصناعي مؤكدا ان لكل هذه الكميات غير معالجة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وأشار البيان إلي أن قلة عدد البواغيز وسوء حالتها أدي الي عدم وصول مياه البحر الي البحيرة, وأنه لايتم التخلص من مخلفات عمليات التطهير مما ساعد المخالفين علي اقامة الجسور والحوش الأمر الذي أدي الي تناقص مساحة البحيرة من750 ألف فدان في عام1885 إلي120 الف فدان فقط وفقا لتقديرات هيئة تنمية الثروة السمكية وقال عبدالكريم الرفاعي شيخ الصيادين بمحافظة الدقهلية أن الجزء الخاص من البحيرة في محافظة بورسعيد يستقبل جميع أنواع الصرف الصناعي والصحي اضافة الي عدد كبير من المصارف التي تصب في البحيرة وعلي رأسها مصرف بحر البقر مشيرا الي ان مياه المصرف تستخدم أيضا في المزارع السمكية وبالتالي أصبحت الأسماك تهدد صحة المواطنين. وأضاف محمد بركات من أهالي مدينة الجمالية أن جميع أنواع الصرف الصناعي لمصانع بورسعيد تصب مباشرة في قناة الاتصال بين بحيرة المنزلة وقناة السويس وللأسف الشديد لم يتحرك المسئولون لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة. ويشير محمد عبدالغني باحث زراعي الي ان الدراسات التي أجريت علي البحيرة أثبتت تحول مياه البحيرة من مالحة الي عذبة نتيجة الصرف الصناعي والزراعي المستمر فيها. وأوضح عبدالغني أن نسبة أملاح الفوسفات والنترات والنتيرين والأمونيا في مياه البحيرة تعدت المقاييس العالمية والمصرية الخاصة بقانون البيئة رقم4 لعام1994 والمعدل بالقانون9 لسنة.2009 مشيرا إلي أن العناصر الثقيلة وخصوصا الرصاص والنحاس والمنجنيز والزنك وصلت لنسبة عالية تخطت المسموح به لمنظمة الصحة العالمية. وتقول أماني عوض من أهالي المنزلة ان الصيادين الذين يعتمدون بشكل كبير في غذائهم اليومي علي الاسماك يعانون من انتشار أمراض السرطان والفشل الكلوي خصوصا من الشباب. من جانبه أكد اللواء عمر الشوادفي محافظ الدقهلية أنه تم وضع خطة بين المحافظات الأربع المطلة علي البحيرة لحل مشاكل البحيرةوتطهيرهافضلا عن الحملات الكبيرة من الشرطة والجيش لتطهير البحيرة وإزالة التعديات. رابط دائم :