بحيرة المنزلة من أكبر البحيرات الطبيعية التي تكونت علي مدار آلاف السنين مياهها جاءت نتيجة تسريبات من مياه البحر الابيض المتوسط.. مساحتها تبلغ75 ألف كيلو متر مربع, تطل علي أربع محافظات. هي بورسعيد والدقهلية ودمياط والسويس.. وبدلا من ان يكون موقعها الجغرافي المتميز دافعا لتنميتها واستغلالها الاستغلال الامثل حدث العكس, فكل محافظ علي مدار ال60 سنة الماضية يلقي بمسئولية تنمية البحيرة علي المحافظة الأخري, بحجة عدم توافر الموارد المالية لتنمية البحيرة, أو يلقي المحافظون الاربعة بالكرة في ملعب هيئة الثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعية. ظلت البحيرة تعاني من إهمال المسئولين لها طوال العقود الستة الماضية فتحولت إلي ملاذ آمن للخارجين عن القانون والمسجلين جنائيا فمساحتها الشاسعة المليئة بالأحراش تجعلهم بعيدا عن أيدي الأجهزة الأمنية, فضلا عن اتخاذها كقاعدة انطلاق لتنفيذ جرائمهم خارج البحيرة, والعودة اليها بسلام وأمان محصنين بأحراشها وتضاريسها التي يصعب علي الأجهزة الأمنية مداهمتها. اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية يعمل في مجال الأمن العام منذ ربع قرن وكان هو الذي يعلم أبعاد خطورة بحيرة المنزلة, كأكبر وكر للخارجين علي القانون, وكان يطالب وزراء الداخلية السابقين بضرورة اقتحامها وتطهيرها, ولكن الظروف الأمنية والسياسية كانت تحول دون ذلك جاء جمال الدين وزيرا للداخلية ولديه خريطة للأوكار الإجرامية وموردي البلطجية, وبدأ العمل في هدوء وعقلانية. الحملات الأمنية علي بحيرة المنزلة أسفرت عن ضبط نحو250 بلطجيا مسجلين جنائيا كانوا يرتكبون جرائمهم خارج البحيرة, ويذهبون إلي ملاذهم الآمن هناك فضلا عن الاستيلاء علي مساحات شاسعة منها وتحويلها إلي مزارع سمكية بالعنوة ويبيعون المحصول دون أن يدفعوا مليما واحدا لهيئة الثروة السمكية. أستطيع أن أقول أن الداخلية ورجالها بذلوا جهودا مضنية من أجل تطهير بحيرة المنزلة من احتلال المسجلين جنائيا واعادتها مرة أخري للجهة المسئولة عنها, وهي هيئة الثروة السمكية فهل يا تري ستحسن الهيئة استغلالها أشك كثيرا لأن ميزانية هذه الهيئة لا تنهض بتنمية ترعة بلدنا وليس بحيرة مساحتها75 ألف كيلو متر مربع, وهذه بحيرة واحدة من بحيرات أخري تابعة لها وهي بحيرات البرلس وناصر في اسوان والبردويل في شمال سيناء. إذن إشراف هذه الهيئة بامكاناتها اللوجستية والمالية الضعيفة علي كل هذه البحيرات عبث لايقبله عقل, ومن هنا لابد من اللجوء إلي حلول غير تقليدية مثل أن تقوم البنوك المصرية بعمل شركات يشارك فيها الشباب العاطل عن العمل بأسهم فيها, وتشتري هذه الشركات أعدادا كبيرة من لنشات الصيد ويتم تخصيص اللنش علي أربعة شباب بالتقسيط ويسددون ثمنه من حصيلة الصيد. لو لم نفعل خطوة عملية لتنمية المنزلة وأخواتها سيعود اليها الخارجون علي القانون مرة أخري ونحتاج مرة أخري لتطهيرها منهم. الداخلية قامت بواجبها يبقي أن تتلقفها البنوك بعد تحريرها لتشغيل ولو نصف مليون عاطل من التسعة ملايين الذين يجلسون بيننا كقنابل موقوتة.