تحولت بحيرة المنزلة من أحد أهم مصادر الثروة السمكية في مصر الي مستنقع للأوبئة والأمراض بسبب مياه الصرف الصحي والزراعي حيث كشف تقرير لوزارة البيئة عن أن البحيرة تتلقي سنويا226.6 مليون متر من الصرف الصحي. و6.6 مليارات متر مكعب من الصرف الزراعي4.2 مليون متر مكعب من الصرف الصناعي مؤكدا ان لكل هذه الكميات غير معالجة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وأشار البيان إلي ان قلة عدد البواغيز وسوء حالتها أدي الي عدم وصول مياه البحر الي البحيرة, وأنه لايتم التخلص من مخلفات عمليات التطهير مما ساعد المخالفين علي اقامة الجسور والحوش الأمر الذي أدي الي تناقص مساحة البحيرة من750 ألف فدان ف عام1885 إلي120 الف فدان فقط وفقا لتقديرات هيئة تنمية الثروة السمكية. ويقول عبدالكريم الرفاعي شيخ الصيادين بمحافظة الدقهلية ان الجزء الخاص من البحيرة في محافظة بورسعيد يستقبل جميع أنواع الصرف الصناعي والصحي اضافة الي عدد كبير من المصارف التي تصب في البحيرة وعلي رأسها مصرف بحر البقر مشيرا الي ان مياه المصرف تستخدم أيضا في المزارع السمكية وبالتالي أصبحت الأسماك تهدد صحة المواطنين. ويضيف محمد بركات من اهالي مدينة الجمالية أن جميع أنواع الصرف الصناعي لمصانع بورسعيد تصب مباشرة في قناة الاتصال بين بحيرة المنزلة وقناة السويس وللأسف الشديد لم يتحرك المسئولون لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة. ويشير محمد عبدالغني باحث زراعي الي ان الدراسات التي أجريت علي البحيرة أثبتت تحول مياه البحيرة من مالحة الي عذبة نتيجة الصرف الصناعي والزراعي المستمر فيها. ويوضح عبدالغني أن نسبة أملاح الفوسفات والنترات والنتيرين والأمونيا في مياه البحيرة تعدت المقاييس العالمية والمصرية الخاصة بقانون البيئة رقم4 لعام1994 والمعدل بالقانون9 لسنة2009 مشيرا إلي ان العناصر الثقيلة وخصوصا الرصاص والنحاس والمنجنيز والزنك وصلت لنسبة عالية تخطت المسموح به لمنظمة الصحة العالمية. وتقول أماني عوض من أهالي المنزلة ان الصيادين الذين يعتمدون بشكل كبير في غذائهم اليومي علي الاسماك يعانون من انتشار أمراض السرطان والفشل الكلوي خصوصا من الشباب. ومن جانبه أكد اللواء صلاح المعداوي محافظ الدقهلية أنه سوف تتم مناقشة مشاكل البحيرة في اجتماع مجلس المحافظين القادم. وأضاف المعداوي ان هناك حملة كبيرة من الشرطة والجيش لتطهير البحيرة وإزلة التعديات.