حذرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية من أن سوريا بات ينظر إليها باعتبارها ملاذا لمن وصفتهم بالإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط, الذين يمكن أن يشنوا هجمات ضد الغرب. وقالت الصحيفة- في تقرير أوردته علي موقعها الإلكتروني أمس- إن مسئولين في المخابرات ومشرعين يشعرون بالقلق من أن تكون الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة, والتي تقاتل ضد النظام السوري, قد اتخذت من الجزء الشرقي من البلاد ملاذا آمنا لها, حيث تدرس إمكان شن هجمات خلال الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي في مكافحة الإرهاب قوله إن سوريا تشكل تهديدا إرهابيا من شقين تجاه الدول الغربية فهناك قلق مستمر من إمكان أن يترك بعض الأجانب الذين يقاتلون في سوريا مع جبهة النصرة والفصائل المتطرفة الأخري ساحة المعركة في سوريا ويتوجهون لشن هجمات في بلدانهم الأصلية. وأضاف المسئول- الذي طلب عدم ذكر هويته- وفي الوقت نفسه, نحن نراقب دلائل بشأن احتمال أن تحول الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا جزءا من تركيزها علي الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد, لشن هجمات خارجية ضد الغرب. ونسبت الصحيفة إلي أندرو جيه تابلر, الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني, قوله: إن الجماعات الجهادية في سوريا يمكن أن تحول تركيزها إلي أهداف في تركيا أو الأردن, لاسيما إذا كانت الحكومات في تلك الدول تشدد علي عمليات تدفق الأسلحة والمساعدات الأخري التي تمر عبر حدودها إلي المسلحين الذين يقاتلون نظام الأسد وأنه يمكن لهذه الجماعات أن تنفذ هجمات إرهابية ضد تلك الدول للضغط عليها لتخفيف حدة الرقابة علي الحدود, وهو ما قد يمثل احتمالا حقيقيا. وفي الوقت نفسه, أكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن إسرائيل هي المستفيد الأول من الفوضي التي تشمل البلاد العربية والتي تريد أن تبقي المنطقة بلا حل وإذا وجدت حلا يلوح في الأفق في بلد من البلدان تصرخ اسرائيل بالاعتراض. ودعا قاسم في تصريحات له أمس إلي توجيه البوصلة باتجاه إسرائيل المعتدية والمحتلة والتي تنتهك حرمة القدس وتعتدي علي الشعب الفلسطيني وتحتل أراضيه وتحاول تخريب المنطقة مما يتطلب التوحد لمواجهتها وليس التلهي في الشؤون الداخلية. وبالنسبة الي تطورات سوريا.. اعتبر قاسم أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي أصيب, حيث تبين أن النظام السوري يستعيد قدراته ويحقق انجازات ميدانية علي الأرض مقابل المعارضات المحلية والإقليمية والدولية التي تقاتل علي أرض سوريا. وقد أرجأ الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية اجتماعه المقرر في اسطنبول الاسبوع المقبل مرة ثانية تحت وطأة ضغوط دولية مكثفة لاقناعه نهائيا بحضور مؤتمر جنيف-.2 في هذا الوقت, يتوقع ان تسلم دمشق منظمة حظر الاسلحة الكيميائية خلال الساعات المقبلة برنامجها لتدمير ترسانتها الكيميائية, وهي عملية يفترض ان تنتهي, بموجب القرار2118 الصادر عن مجلس الامن, بحلول يونيو.2014 ومن جانبه أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أمس أن لبنان يجب أن يشارك في مؤتمر جنيف-2 المقرر انعقاده خلال نوفمبر المقبل والمخصص لبحث الأزمة السورية. وقال ميقاتي في تصريح له أمس, ردا علي سؤال حول مشاركة لبنان في المؤتمر: عندما تصل الدعوة سننظر بها, ولبنان يجب أن يكون ممثلا في المؤتمر ويهمه أن يكون موجودا. وأشار ميقاتي إلي موقف لبنان النأي بالنفس عن الأزمة السورية الذي لقي إشادة من كل الجهات الدولية, ولكنه أوضح أن الأزمة السورية لم تنأ بنفسها عن لبنان. وعلي صعيد متصل, أكد سفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسبيكين, تمسك بلاده بموقفها المطالب بضرورة انعقاد مؤتمر جنيف2 علي أساس بيان مؤتمر جنيف1 والتفاهم الروسي الامريكي لتسهيل عملية التسوية السياسية. ودعا السفير الروسي- عقب لقائه أمس مع رئيس تيار المردة اللبناني النائب سليمان فرنجية- الأطراف الخارجية إلي مساعدة السوريين للجلوس الي طاولة المفاوضات دون فرض اية حلول خارجية. وأشار إلي أن بلاده تتابع المفاوضات والمشاورات التي تجري الآن بين الأطراف المعنية, وترفض محاولات إعادة النظر في بعض بنود بيان جنيف1, موضحا أن هذه البنود أساسية وترفض بلاده طرحها من جديد, خصوصا موضوع تغيير النظام السوري لأن ذلك شأنا سوريا داخليا لا يجوز للأطراف الخارجية التدخل فيه. ومن جانبها أعلنت السويد أمس أنها ستضع في تصرف الاممالمتحدة طائرة عسكرية للاسهام في مهمة تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية. وقالت وزارة الدفاع السويدية إن الوحدة السويدية التي تملك طائرة من طراز لوكهيد سي-130 هركوليس ستتمركز في قبرص بهدف دعم منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في مجال نقل الجهاز البشري والتجهيزات. ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية مكلفة الاشراف علي هذه المهمة بموجب قرار تبناه مجلس الأمن الدولي في نهاية سبتمبر. رابط دائم :