ماذا نقول في فريق هزم الأهلي مرتين في موسم واحد كل مرة كانت ببطولة؟ وماذا نقول في فريق متكامل يلعب كرة حديثة وسريعة ولا يخشي بطلا أو كبيرا, ويؤدي بحماس ورجولة؟ وماذا نقول في فريق لعب في أرض غريبة أمام عظيم الكرة المصرية وتحت ضغط جماهيري رهيب, وبادر بالتسجيل, ولم ييأس بعد التعادل, وكان الأكثر ثباتا في ركلات الترجيح؟! أقل ما نقوله له شكرا علي الدرس العسكري الذي قدمته في نهائي تاريخي لكأس مصر لكرة القدم.. وألف مبروك علي الكأس الغالية التي تستحقها عن جدارة. الفريق هو حرس الحدود الذي تفوق علي الأهلي وخطف منه كأس السوبر المحلي في بداية الموسم واقتنص منه كأس مصر في النهاية بعد نهائي مثير شهده ستاد القاهرة الدولي مساء أمس وانتهي وقتاها الأصلي والإضافي بالتعادل1/1, قبل أن يفوز حرس الحدود4/5 في ركلات الترجيح من نقطة الجزاء ويحرم الأهلي من الثنائية رقم(14) ومن بطولة لم يحصل عليها منذ عام2007, فيما حقق هو البطولة الثالثة في تاريخه وهو رقم كبير يتفوق به علي أندية عريقة وذات تاريخ طويل وعريق. قدم الفريقان مباراة كبيرة تليق بهما أهم ما ميزها أن كل منهما قدر فيها الآخر, وأعطاه احترامه ووزنه, وتنافسا بشرف طوال120 دقيقة وفي ركلات الحسم فأصبح من حقهما أن يبدأ الموسم الجديد بلقب السوبر المحلي كلاكيت ثاني مرة علي التوالي, وتلك هي كرة القدم في جمالها وإثارتها وتقلبها ونوادرها وحكاياتها التي لا تنتهي. لم ينجح الأهلي في مهمته لأن مديره الفني حسام البدري لم يكن موفقا في الاستخدام المتأخر للنجم أحمد حسن, ولا في الإبقاء علي اللاعب محمد فضل رغم ابتعاده عن مستواه بوضوح تام للجميع, ولا في إسناد ركلة الترجيح الثالثة إليه في ظل انخفاض حالته المعنوية, ولم يحصل الأهلي علي الكأس أيضا لأن محمد أبوتريكة كان بعيدا عن مستواه, ولأن لاعبي الحرس ومديره الفني استطاعوا إيقاف مفاتيح اللعب برقابة صارمة, وشكلوا ضغطا رهيبا في كل نقطة من الملعب, ولكن هذا لا يمنع أن الأهلي فريق كبير استطاع أن يتجاوز بخبرة لاعبيه هزيمته في الوقت الضائع من الشوط الأول وعاد للمباراة وكاد يفوز بها لولا سوء الحظ في بعض الأحيان وبراعة علي فرج حارس الحدود في أحيان أخري. أما لاعبوحرس الحدود ومديره الفني طارق العشري فقد برعوا وأبدعوا وأنجزوا, وتفوقوا في إدارة المباراة وأدائها بقوة وذكاء وأمل تحت ضغط من الصعب علي أي فريق يتحمله رغم حالة الاجهاد بحكم أنها آخر مباراة في الموسم وبعد ماراثون طويل أمام الإسماعيلي في دور الأربعة, وهو ما يحسب للمؤسسة العسكرية التي قدمت للكرة المصرية نموذجا في الانتماء والإخلاص والأداء الرجولي وعرضت مديرا فنيا كفئا ولاعبين علي مستوي بدني ومهاري عال. أما الحكم الألماني فيليكس بريش الذي أدار المباراة بالمصادفة فلم تكن له أخطاء مؤثرة, وإن كان يحسب عليه إعادة ركلة الترجيح التي سددها أحمد حسن مكي لأن التعديل الجديد سيطبق بعد نهائيات كأس العالم, وهو ما يعني أن الركلة سليمة باللوائح الحالية. بدأ الشوط الأول هادئا من الفريقين, وشاب الأداء نوع من الحذر الكبير تقديرا للآخر من ناحية, وخوفا من مفاجآت الضربة الأولي من ناحية أخري, وتأثر بعملية الرقابة المشددة, والضغط الرهيب من ناحية ثالثة, وكانت النتيجة أن انحصر اللعب وسط الملعب دون خطورة حقيقية علي المرميين حتي أطلق شهاب الدين أحمد صاروخا, ولكن الكرة مرت بجوار القائم الأيمن للحارس علي فرج, وكانت هذه التسديدة القوية بمثابة إعلان عن وجود جرس الحدود حيث رد أحمد حسن مكي بكرة من انفراد أنقذها شريف إكرامي ببراعة, ويظهر محمد فضل بكرة مفاجئة في العارضة, وكاد شريف إكرامي يكلف الأهلي كثيرا عندما مرر كرة بطريق الخطأ إلي أحمد عبدالغني الذي لعبها إلي أحمد عيد عبدالملك قبل أن ينقذ وائل جمعة الموقف. ويسيطر الأهلي, ويتماسك حرس الحدود, ويسدد بركات بجوار القائم الأيسر, وينفرد أحمد عبدالغني ويلعب الكرة بجوار القائم الأيسر, وتتوتر المباراة مما أسفر عن إنذار أحمد عيد عبدالملك وأحمد فتحي ورغم سيطرة الأهلي الميدانية وايجابيته وخطورته وفرصه الكثيرة إلا أن حالة الدفاع زادت من خطورة هجمات الحرس, ويحول شريف إكرامي كرة قوية من أحمد عبدالغني إلي ضربة ركنية, وجاء موعد السعادة في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع عندما سجل أحمد سالم هدف الحرس الأول من كرة عرضية من أحمد حسن مكي من الناحية اليسري بعد أن ضحك علي حسام عاشور لينتهي الشوط الأول بتقدم الحدود1/ صفر. وبدأ الأهلي الشوط الثاني أكثر نشاطا من أجل التعويض, ولكن الحرس كان حريصا علي الشق الهجومي, وسدد أبوتريكة برأسه فوق العارضة, ويرد أحمد حسن مكي بضربتي رأس واحدة أنقذها شريف إكرامي والثانية مرت بجوار القائم الأيمن للحارس, ويهدر محمد فضل فرصة كبيرة بضربة رأس تائهة. ويكثف الأهلي من رحلات الهجوم للعودة إلي المباراة, ولكنه أدي ببطء, وزادت تمريراته في الوقت الذي أجاد فيه مدافعو الحرس, وتفوق لاعبو الوسط والهجوم في الهجمات المرتدة السريعة بأقل عدد من التمريرات مما زاد من إثارة المبارة وتخرج ضربة رإس لأحمد شكري فوق العارضة أتبعها أبوتريكة بأخري بعيدا عن الخشبات الثلاث, ويخرج أحمد سالم مصابا ويشارك محمد الهردة, ويجري الجهاز الفني للأهلي التغيير الثاني بمشاركة أحمد حسن بدلا من شهاب الدين أحمد ومع مرور الوقت يزداد ضغط الأهلي وتكثر فرصه الضائعة, ولكي يبقي أداء الحرس رجوليا وقويا, ويلعب أبوتريكة كرة جمالية قوية علت العارضة وسط تشجيع جنوني من الجماهير الحمراء. ومع الدخول في العشر دقائق الأخيرة يتوتر لاعبو الأهلي وتزداد ثقة الحرس, وينقذ شريف عبدالفضيل كرة داخل منطقة الجزاء, وتفلت أعصاب سيد معوض وينال إنذارا وفي الدقيقة37 نجح محمد بركات في تسجيل هدف التعادل من تمريرة أمامية لأحمد حسن لعبها لحظة خروج الحارس لملاقاته. وتنقلب المباراة بعد التعادل, ويتحكم الأهلي بشكل كامل في ظل ارتباك الحرس, ويسدد بركات بجوار القائم الأيسر, وينفرد أبوتريكة ولكن الحارس ينقذ الموقف, ويسدد محمد فضل في يد علي فرج الذي تصدي لكرة أخري من أحمد شكري, وتبلغ الإثارة قمتها في الوقت المحتسب بدل الضائع حيث استرد الحرس وعيه, وشن الهجمة وراء الأخري, وينفرد أبوتريكة ولكن علي فرج أنقذ فرصة خطيرة لينتهي الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل1/1. ويبدأ الشوط الأول الإضافي حذرا من الفريقين وتدريجيا سحب الأهلي البساط, وكاد إسلام الشاطر يسجل في مرماه, وانحصرت الكرة فترات كبيرة وسط الملعب, وتستمر محاولات الأهلي للتسجيل وجهود الحرس في التماسك حتي انتهي الشوط دون أهداف جديدة. ويفتتح محمد بركات الشوط الرابع بتسديدة قوية تخطئ المرمي بقليل, ويرد أحمد عيد عبدالملك بكرة مماثلة, ويبدو تأثر لاعبي الفريقين بحالة اجهاد وإرهاق من طول وقت المباراة والموسم بشكل عام, وكاد أبوتريكة يفعلها من كرة مثالية وصلته من أحمد حسن, ولكن الحارس تصدي للموقف ببراعة, ويطيح فضل بكرة في الهواء, ويرفض الفريقان بالتعادل ليتم اللجوء لركلات الترجيح من نقطة الجزاء. وفي ركلات الترجيح فاز الحرس4/5 وسجل له أحمد عبدالغني وأحمد حسن مكي وأحمد عيد عبدالملك وإسلام رمضان وعبدالرحمن فاروق, فيما أحرز الأهلي محمد أبوتريكة و محمد بركات ووائل جمعة وأحمد حسن وأخفق محمد فضل.