كان قراري.. أنه لا داعي للقلق.. فما كان قد كان.. والأعمال تعرض الآن علي الشاشة في يومها الأول.. والحفل السواريه يبدأ الآن في القاهرة.. وأنا مازلت جالسا تحت الشجرات الأربع. التي كنت أجلس تحتها منذ طفولتي أفكر.. وزمامي مياه النيل.. هذه الشجرات الأربع هي شجر واحدة.. ذات جذور واحد في عمق الأرض.. ولكن يطلع من هذا الجذر.. أربع أفرع متشابهة تماما.. وكل فرع به كل الشجرة الواحدة.. وكانت تركيهم الأربعة غير متلاصقين.. وكنا ونحن صغار نطلق عليها اسم الأربع شجرات.. وأنا شخصيا كنت زائرها الدائم.. فهي بعيدة عن بيوت القرية.. وتطل علي النيل.. وجلست أتأمل مياه النيل.. وألوذ بالفرار من رعب غريب ملأ كياني ساعات طويلة.. وأفرغته في هدوء المكان!! وكان قراري بأن لاداعي للقلق!! وعدت إلي بيت العائلة.. ودخلت حجرتي.. وشعرت بأن المكان يسوده صمت غريب.. كل شيء في الدار صامت.. ما الذي حدث؟! شعور رائع أن تحس أن من حولك يشاركونك احساسك.. انها الأسرة.. انه الحب.. الرابطة القوية.. لقد انتقل احساس القلق.. والترقب الذي احتواني إلي كل أفراد أسرتي بتلقائية رائعة.. حتي الحيوانات في منزلي انتقل إليها هذا الاحساس الصمت.. وتقدير الموقف والمشاركة فيه.. شيء مطمئن.. وازددت ارتياحا.. ووجدت علي الترابيزة في وسط الحجرة طعامي.. ولم أرد أن أحرك الصمت بأي نداء.. أو أفتح أي حوار.. حتي مع ذاتي.. تناولت ما استطعت أن أتناوله من طعام.. وقررت النوم.. ومرت الدقائق والساعات.. وجفاني النوم.. ولم يغمض لي جفن طوال الليل ساهما.. سارحا في اللاشيء.. وان كان يحتويها كل شيء.. آذان الفجر.. الصلاة.. صوت أبي يرتل القرآن ووجدت نفسي خارجا إلي حيث الطلمبة.. صباح الخير.. شقيقتي بابتسامتها الطيبة قالتها.. وأخذت ترفع يد الطلمبة ليتدفق الماء.. وتوضأت.. ووقفت خلف أبي أصلي!! وبعد الصلاة.. جلست بجواره.. نشرب الشاي.. ومرت فترة دون كلام كعادة والدي ثم ققال أبي بصوت كله حب.. وحنان.. لا تقلق.. كله بأمر الله.. وهممت بالرد عليه.. وإذا بصوت كلاكس سيارة يأتي من بعيد.. هذا الصوت المتقطع ونغمته.. أعرفه.. أعرفه.. جيدا.. اقترب الصوت.. حتي أحسست انه أمام الباب. أسرعت وفتحت الباب.. وكانت أمامي المفاجأة!! وإلي العدد القادم.. رابط دائم :