أسباب عديدة تقف وراء الانهيار الكبير في كوماسي اولا حالة الغرور التي انتابت بوب برادلي المدير الفني للمنتخب وسيطرت عليه فور وصوله الي مدينة كوماسي.. في حالة فريدة من نوعها منذ توليه لمنصب المدير الفني للمنتخب أواخر عام.2014 وظهرت بوادر الغرور عقب ترديده المستمر نغمة نجاحه في تحقيق انجاز كبير هو احراز6 انتصارات متتالية والحصول علي العلامة الكاملة وحيدا من بين جميع منتخبات افريقيا المشاركة في تصفيات كأس العالم. وزادت نغمة الغرور في شخصية المدرب الامريكي عقب حصوله علي عرض لتولي تدريب منتخب استراليا الذي صعد عن قارة اسيا الي نهائيات كأس العالم المقبلة وهو عرض مبدئي اتي به صديق لبرادلي وزكي عبدالفتاح في الاتحاد الاسترالي قبل المباراة ب5 ايام فقط وعقب خسارة استراليا امام منتخب فرنسا بستة اهداف مقابل لاشئ في لقاء ودي ضمن استعدادات استراليا لخوض منافسات المونديال المقبل. وبدأ بوب برادلي يفكر جديا في العرض الاسترالي في حالة عدم تحقيقه انجاز مع المنتخب امام غانا خاصة أن العرض المبدئي حمل استمراره الي عام2015 حيث يرتبط الاستراليون ببطولة كبري نهائيات الأمم الاسيوية وعدم معاناته من البطالة. وهيمنت علي شخصية المدرب الامريكي مظاهر الغرور والثقة الزائدة عبر اهماله مراقبة فيديوهات كاملة للمنتخب الغاني واعتماده فقط علي لقاء غانا مع زامبيا في اخر جولات المرحلة الثانية للتصفيات والذي كانت غانا في حاجة إلي الفوز خلاله ونجحت في عبور زامبيا بنتيجة1/2 ورصدت تأشيرة الصعود.. والغريب ان بوب برادلي راهن جهازه المعاون علي تكرار سيناريو زامبيا وهو ما يعد نتيجة ايجابية بالنسبة للمنتخب. ومن مظاهر الغرور التي ظهرت واضحة علي المدرب الامريكي رفضه الاعتراف بوجود اي اخطاء في اختياراته للمباراة أو الرد علي أسئلة تخص استبعاد لاعبين كبار مثل عصام الحضري حارس مرمي المريخ السوداني والاكتفاء بالتأكيد علي انه أختار أفضل مجموعة من اللاعبين في الوقت الحالي. ولم تتوقف نغمة الغرور عند هذا الحد بل طالت في اول72 ساعة للمنتخب في كوماسي التي شهدت قيام بوب برادلي بفتح التدريبات أمام حضور الجماهير الغانية وهو ما ساهم في تسريب كل تفاصيل خططته الي الاعلام الغاني ونشرت عدة صحف منها90 دقيقة وتلجراف التفاصيل الكاملة علي تدريبات المنتخب كذلك الحصول علي تصريحات من بوب برادلي عن توقعاته للمواجهة ورؤيته فيما يخص اداء منتخب غانا وهي معلومات ساهمت في لجوء جيمس كوازي المدير الفني للمنتخب الغاني الي تغيير طريقة اللعب تماما وكذلك مراكز لاعبين من1/3/2/4 إلي2/4/4 وكانت أبرز نجاحات خطة كوازي الخداعية اشراكه عبدالمجيد واريس كمهاجم ثاني بجوار جيان اسامواه لتخفيف الرقابة علي نجم العين الاماراتي في الدفاع المصري وكذلك اللعب بالثلاثي كوادو أسامواه وأندري أيووسولي مونتاري في الوسط بدلا من الهجوم. والمثير أيضا ان جيمس كوازي نجح في خطته وهو ما اكده في مؤتمره الصحفي عندما قال ان الفوز علي برادلي جاء بعد قراءة كل ما يدور في المنتخب المصري واللعب بطريقة مختلفة واشراك لاعبين بعد غياب يتقدمهم مايكل ايسيان لاعب وسط تشيلسي الانجليزي. والاكثر اثارة ان المدير الفني الغاني اكد ايضا ان قرار مشاركة عبدالمجيد واريس في الهجوم واللعب برأسي حربة جاء للضغط علي الدفاع المصري الذي يعتمد علي ليبرو وهو ما يعني معرفة المدرب بكل مادار في تدريبات المنتخب وساهم في استمرار تفوق غانا عقب قيام برادلي باعادة حسام غالي لاعب الوسط الي مركز الليبرو بعد مرور15 دقيقة من عمر اللقاء واهتزاز شباك المنتخب بهدفين ونجحت غانا فيما بعد في احراز4 أهداف في وجود ليبرو بالدفاع المصري وخرجت بنصف دستة اهداف كاملة في شباك شريف اكرامي ثم احمد الشناوي وتعد الحرب النفسية من أهم خطايا بوب برادلي في ادارة موقعة كوماسي والخروج بفضيحة مدوية. حيث تحولت المباراة الي معركة ثأر شخصي للمدرب الامريكي من جيان اسامواه هداف العين الاماراتي وصاحب هدف فوز غانا علي الولاياتالمتحدةالأمريكية في دور الستة عشر لبطولة كأس العالم الماضية في جنوب افريقيا. ولم يهتم بوب برادلي سوي بجيان اسامواه وأهمل باقي اللاعبين أو طريقة اللعب الغانية وكيفية مواجهة منافسه داخل ارض الملعب..والمثير ان بوب برادلي أهمل عنصرا مهما وهو عنصر الخبرة عندما منح رقابة جيان أسامواه الي محمد نجيب مدافع الاهلي في وجود وائل جمعة وتأثر المدرب الامريكي ايضا بنغمة جيمس كوازي النفسية التي أكد فيها قبل اللقاء تتفوق جيان المنتظر علي وائل جمعة بداعي ان الاخير لاعب كبير في السن وكذلك يعاني من البطء الشديد.. وركز بوب برادلي علي كيفية مراقبة محمد نجيب لجيان اسامواه وتحديدا في الكرات العرضية فقط وهو ما ساهم في استغلال المهاجم الغاني لخبراته الكبيرة في التفوق علي مدافع الاهلي في جميع المواجهات المباشرة. وأدي موقف برادلي الي اثارة عدد من اللاعبين خاصة مجموعة الكبار امثال محمد ابوتريكة وعمرو زكي مهاجم السالمية الكويتي الذي راهن علي قدره وائل جمعة ابن ال38 عاما في ايقاف خطورة جيان اسامواه وكذلك غضب ابوتريكة داخل الملعب وانفعاله عدة مرات علي زميله محمد نجيب بسبب هروب هداف العين من الرقابة بسهولة. وكان غضب اللاعبين الكبار واضحا ضد المدرب الامريكي سواء عمرو زكي او محمد ناجي جدو مهاجم هال سيتي الانجليزي بسبب عدم اشراكهما بصفة اساسية في المباراة رغم تألقهما اللافت سواء زكي بالتزامه او جدو بقهره نزلة البرد في سبيل التواجد في التشكيل الاساسي وكلاهما خرج من الحسابات في اللحظات الاخيرة للمدرب الامريكي. رابط دائم :