رغم بدء مشروع توصيل اسطوانات البوتاجاز للمنازل دليفري مع بداية الشهر الحالي, الا ان التجربة حتي الآن اثبتت فشلها مع استمرار عمل السريحة وضعف الخط الساخن الذي يشمل12 خطا فقط غير قادرة علي تلبية احتياجات المواطنين في المحافظات المختلفة. وكشفت جولة الأهرام المسائي استمرار عمل السريحة بشكل غير شرعي في المنظومة خاصة في الايام القليلة التي سبقت عيد الاضحي المبارك, اضافة الي فترة العيد, ولم تستطع الجولات التفقدية لوزير التموين الدكتور محمد ابو شادي التي قام بآخرها يوم13 من الشهر الحالي لمستودع عين الصيرة التابع لشركة بوتاجازكو, الوقوف امام السريحة الذين اختفوا خلال الفترة التي قضاها الوزير هناك وعاودوا التجمهر امام المستودع للحصول علي الاسطوانات عقب انتهاء الزيارة التي لم تستغرق دقائق معدودة. وأكد القائمون علي المستودع عدم وجود اية مشكلة في تطبيق النظام الجديد وسهولة حصول المواطن علي الاسطوانات رغم شكاوي المواطنين من الخط الساخن, حيث أكد كريم حسين أحد الموظفين بالمستودع ان الادارة تتلقي بريدا الكترونيا من مركز الcallcenter باجمالي طلبات المواطنين وبياناتهم ويقوم المستودع بسرعة تلبية توصيل الاسطوانة خلال48 ساعة من تلقي الطلب. وأشار إلي أن هناك نحو35 موظفا تابعا للمستودع, وأن مشكلة السريحة لا صلة لها بالمستودع فهي قائمة بين كل من وزارة التموين والسريحة, خاصة ان الوزارة لا تريد التعامل مع المنظومة الجديدة. وأوضح ان المستودع يتلقي يوميا نحو250 طلبا لتوصيل اسطوانات البوتاجاز, تم تلبية نحو900 طلب منها وجار تنفيذ الباقي, مشيرا إلي أن اجمالي حصة المستودع تصل الي نحو2500 ألف اسطوانة يوميا التي زادت خلال تلك الفترة الي5 آلاف لسد احتياجات المواطنين خلال ايام العيد. ورصدت الجولة تجمهر العديد من السريحة امام المستودع خلال فترة الظهيرة للحصول علي الاسطوانات لبيعها للمواطنين, حيث اكد احمد عبد الله حسان أحد السريحة انه يحصل علي الاسطوانة من المستودع بنحو5,8 جنيه ويبيعها بنحو15 جنيها بمنطقة المنيل, مؤكدا ان مباحث التموين تبلغهم بأية جولات مفاجأة علي المستودع نظير الحصول علي مبلغ مالي الامر الذي يجعلهم يختفون خلال تلك الفترة. وقال حسن سيد- شاهد عيان- إن السريحة يختفون في حالة وجود اية حملات او جولات للمسئولين وبعد ذلك يظهرون بشكل فج, مؤكدا انهم يحصلون علي الاسطوانات علي مرأي ومسمع من الجميع بنحو8 جنيهات ويبيعونها للمستهلك ب10 و20 و30 جنيها. من جانبه توقع الدكتور حسام عرفات رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية فشل المشروع الجديد خاصة مع اعتماد الحكومة علي القطاع العام وشركاته منها بوتاجازكو علي حساب المستودعات الاخري. وتابع قائلا: الخط الساخن يتكون من12 خطا فلو فرضنا ان كل مكالمة تستغرق3 دقائق فان الساعة سيتخللها20 مكالمة في12 خطا سيكون الناتج240 مكالمة فاذا تم العمل لمدة10 ساعات سيكون هناك2400 طلب يوميا, رغم ان حصة بوتاجازكو تصل الي170 ألف اسطوانة يوميا علي مستوي الجمهورية وبالتالي فلن يكون هناك اي نجاح لهذه المنظومة. وفيما يتعلق باستمرار السريحة في المنظومة أكد انه علي سبيل المثال تصل حصة مستودع عين الصيرة5 آلاف اسطوانة يوميا ويعمل به35 عاملا فقط وبالتالي فهناك استحالة من امكانية قيام هؤلاء العمال بتوزيع الاسطوانات, الامر الذي يؤدي لوجود ضرورة حتمية للاستعانة بالسريحة. وأشار الي ان القاهرة يوجد بها نحو40 مستودعا بخلاف مستودعات بوتاجازكو ولكن الحكومة لم تستعن بتلك المستودعات لتلبية الطلبات وتحويل الطلبات لها علي غرار مستودعات القطاع العام ولم يتم الاعلان عن الارقام الخاصة بها للمواطن واكتفوا بالخط الساخن, مما يقلص اجمالي الطلبات الواردة للمستودعات الخاصة بالرغم من وجود هواتف ارضية بها. رابط دائم :