لا تزال المصارف الزراعية تعاني من القصور الشديد بالإسماعيلية في ظل ارتفاع الحشائش وردم بعض أجزائها أدي ذلك لارتفاع منسوب المياه الجوفية في أراضي المزارعين القديمة والمستصلحة حديثا. ونتج عنه تدمير لمحاصيلهم الحقلية والحدائق المثمرة وهرب البعض منهم للبحث عن حرفة أخري للعيش منها والمشاكل ظهرت خلال الثلاث سنوات الأخيرة التي شهدت غياب الاعتمادات المالية من الدولة لإحلال وتجديد المصارف في غالبية المراكز والمدن وبالتحديد شرق البحيرات المرة وحتي نقف علي الحقائق من كل جوانبها التقينا شرائح مختلفة من المضارين وخرجنا بالتحقيق التالي: في البداية يقول عبد الله أبو الحسن مزارع أن مصرف شمال الإسماعيلية الذي يبلغ طوله حوالي20.6 كيلو متر من منطقة الكيلو14 في محيط قرية النصر وحتي مصرف بحر البقر جنوب بورسعيد أصبح الآن ينتشر بداخله الحشائش وورد النيل وتعرض للتعديات من أصحاب الأراضي التي تقع علي مقربة منه في غياب من قبل المسئولين الذين غضوا أبصارهم بدعوي الانفلات الامني وعدم استقرار الوضع السياسي للبلاد وأسفر إهماله عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الأراضي التي نمتلكها بشكل ملحوظ وفشلنا في إنتاج بعض المحاصيل الزراعية ولحقت بنا خسائر مادية فادحة وهناك تراكمت الديون عليه لدي البنوك وتم تحريك قضايا ضده وصدرت أحكام بشأنه وترك الأرض هربا من السجن لصعوبة تدبير السيولة المادية لسد الوفاء بالحقوق الواجبة عليه. ويضيف سلامة إبراهيم مزارع أن ارتفاع منسوب المياه في الأراضي الزراعية في مناطق المنجم والكوربة والحرش والروضة وقريتي البياضية والأماني ناتج عن عدم توسعة المصارف وتطهيرها الأمر الذي يؤدي لدمار مساحات شاسعة من الأرض التي تم استصلاحها حديثا بعد أن دفعنا فيها تحويشة العمر واعتمادنا حاليا علي إنتاجها الذي توقف ولا ندري كيف نعوض الخسارة التي تعرضنا لها وهي ليست بالهينة ومن الصعب تعويض الأموال المفقودة بسهولة من الدولة للمعاناة الاقتصادية الراهنة وعدم استقرار الأوضاع السياسية من حولنا لذلك نطالب تشكيل لجنة لدراسة القضاء علي ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالأساليب الحديثة وليس بالطرق التقليدية لأننا بحاجة لعلاج المشكلة المتفاقمة بعد أن تحولت الأراضي الزراعية لبرك ومستنقعات. ويشير محمد الهرش صاحب أرض زراعية بقرية الرياح إلي أن انسداد أجزاء متفرقة من مصرف شمال الإسماعيلية أدي لإخفاقنا في زراعة المحاصيل التقليدية داخلها مثل القمح والذرة والفول السوداني والخضراوات بمختلف أصنافها بجانب الشمام والبطيخ الذي تشتهر منطقتنا بإنتاجه بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية وهناك خبراء من كلية الزراعة وقفوا علي هذه الأزمة واتفقوا من خلال تقرير أعدوه أن وراء ذلك عدم تطهير المصارف المغطاة وتوسعتها. ويؤكد محمد عبد السلام مزارع يسكن في قرية الواصفية أن بركة الكرايم التي دمرت عشرات الأفدنة طوال السنوات الماضية وتزحف مياهها الجوفية نحو أراضي زراعية تقع علي مقربة منها لم تحل مشكلتها رغم طرحها في أيام الرئيسين السابقين اللذين تم خلعهما ولم يفعل المسئولين في عهدهما أي شيء ونخشي أن يستمر الوضع كما هو عليه الآن ونحظر من خطورة هذه المنطقة التي ترتفع المياه فيها سنويا بشكل ملحوظ مع العلم أنها تجاور مدينة المستقبل السكنية التي قد يتساقط عقاراتها فجأة وتحدث الكارثة وهذا أمر واضح ومعلوم للجميع وليس خفيا عليهم لذلك يجب الإسراع في هذا الموضوع الحيوي والعمل علي تلافيه بالأساليب العلمية وإنشاء مصارف مغطاة تضمن استيعاب المياه الجوفية حتي يعود المزارعون لحرفتهم الأصلية التي هجرها البعض منهم وفقدوا مصدر رزقهم الأساسي. عدم عودة المياه الجوفية للظهور مرة أخري. ويستطرد عبد الكريم جابر مزارع يمتلك قطعة أرض في المحسمة القديمة أن المشكلة تكمن في قيام المسئولين عن قطاع الري بتنظيف وتوسعة قاع ترعة الإسماعيلية وهذا يؤدي لارتفاع منسوب المياه في الأراضي المجاورة لها ويتحول البعض منها لبرك نتيجة سوء حالة الصرف الزراعي الذي يحتاج لإعادة بكاته من جديد واعتماد الميزانيات اللازمة له من الدولة لأن العاملين بالقطاع الزراعي يعيشوا حالة من الضيق والضجر الذي وصل للتفكير في أن يتركوا أراضيهم ويبيعوها حيث لم يصبح من وراء امتلاكها عائد مادي يجزيهم للإبقاء عليها. ويري عبد الفتاح همام مزارع يسكن في قرية الوادي الأخضر أن جمعية6 أكتوبر الزراعية دمرت الأراضي الخاصة بالمزارعين البسطاء نظرا لارتفاع تربتها وتسريب المياه منها والتي أدت لظهورها في برك ومستنقعات أغرقت المحاصيل الحقلية واستنجدنا بالمسئولين الذين يدركون المشكلة من كافة جوانبها ولم يتحرك منهم أحد سوي بوعود لم يتحقق منها شيء علي أرض الواقع وكل ما نتمناه مساعدتنا علي العيش حياة كريمة بعيدا عن المشاكل التي أثرت سلبا علي مصدر رزقنا وللأسف هناك من استغل ارتفاع منسوب المياه وأنشأ مزارع سمكية وهذا أمر خطير للغاية يزيد ويعقد أزمتنا ولا يحلها علي الإطلاق. ومن جانبه أكد سعيد محمد سعيد مدير عام الصرف الزراعي بالإسماعيلية أن هناك خطة نسير عليها ويتم تطبيقها علي أرض الواقع تشمل إحلال وتجديد المصارف بشكل دوري وفق الاعتمادات المالية الواردة إلينا من الوزارة ولا ندخر جهدا في خدمة المزارعين. وقال: إنه يتحدي من يتحدث عن وجود قصور في مصرف شمال الإسماعيلية والذي يتم تطهيره ثلاثة مرات سنويا بجانب إزالة أي حشائش تظهر فيه وبالتحديد ورد النيل وهو يعمل بكامل طاقته ويخدم الأراضي التي تقع في نطاقه كأفضل ما يكون. وأضاف أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية في قري مركز ومدينة القنطرة غرب خاصة التي تقع علي يسار طريق بورسعيد الزراعي كانت في الأصل برك للمياه وتم ردمها لذلك أي مشروعات جديدة للصرف في هذه المنطقة تحتاج للدراسة قبل تنفيذها. وأشار مدير عام الصرف الزراعي بالإسماعيلية إلي أن مشكلة قري أم عزام والمحسمة والوادي الأخضر في طريقها للحل بعد إنشاء مصرف قاطع تم التخطيط له وننتظر وصول الدعم المالي لإنشائه وسيعمل جاهدا علي إنهاء أزمة ارتفاع منسوب المياه في محيط الأراضي الزراعية داخل هذه المناطق. وأوضح أن ارتفاع منسوب المياه في بركة الكرايم سوف ينتهي سريعا بعد توصيل أنبوب منها إلي مصرف أبو صوير لكي يصب فيه ولن تضار الأراضي في محيطها علي الإطلاق مستقبلا ونطمئن المزارعين أن المشكلة سوف تزال في وقت قريب. وتابع أن هيئة تعمير سيناء أنشأت مصارف مغطاة شرق البحيرات لخدمة القري الجديدة هناك لكن لم يتم استلامها من جانبنا حتي الآن وطالبناها بمبلغ12 مليون جنيه لتشغيلها وننتظر الرد وبمجرد وصوله إلينا سنعمل جاهدين علي دخول هذه المواقع الخدمة. رابط دائم :