قفزة جديدة الي المجهول, فبانقلاب الصهاينة إلي وحوش ضارية لايحلمون إلا بسفك الدماء في مجزرة أسطول الحرية, لأسباب معلومة وأخري مجهولة كالثأر من التاريخ, دخلت الحركة الصهيونية سلف إسرائيل الأيديولوجي وحجر أساسها حالة من الأزمة تقترب بسرعة هائلة من الانهيار. إن كل المعطيات المتوافرة لدينا حتي الآن تدل علي أن الحيثيين أجداد الأتراك الحاليين من الشعوب التي اتصل بها اليهود في مستهل حياتهم السياسية ( حسب الطرح التوارتي) ففي الإصحاح الأول من سفر يوشع بني نون واضع اللبنات الأولي للعسكرية اليهودية : فالآن قم اعبر هذا الاردن, أنت وكل هذا الشعب الي الأرض التي أنا معطيها لهم( اي لبني إسرائيل) كل موضع تدوسه بطون أقدامكم, لكم أعطيته كما كلمت موسي من البرية ولبنان الي النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحيثيين وإلي البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تحكمكم وقد ورد ذكر أرض الحيثيين في عدة مواضع من التوراة, مما يستشف منه أن التوراة لم تترك أمة من الأمم التي حدث بينها وبين اليهود أي خلاف في الماضي إلا وقد أعدت له من التوراة مايبرز العدوان عليها, وبقدر ما نستطيع أن نتبينه علي هدي سجل التاريخ الحيثي قد كان الحيثيون شعبا ذا بأس وسعة أن يقاتل مصر وبابل, وارتفع شأنهم في الألف الثاني ق.م وتمت لهم القيادة في اسيا الغربية, وهكذا كانوا مثار حسد اليهود ورعبهم يقول سفر ارميا في اصحاحه السادس: هكذا قال الرب, هوذا شعب قادم من أرض الشمال وأمة عظيمة تقوم من أقاصي الأرض تمسك القوس والرمح هي قاسية لاترحم صوتها كالبحر يعج, وعلي خيل تركب مصطفة لمحاربتك يا ابنة صهيون سمعنا خبرها, ارتخت أيدينا, أمسكنا ضيق ووجع كالمخاض لاتخرجوا الي الحقل وفي الطريق, لاتمشوا لأن سيف العدو خوف من كل جهة وكان من الممكن الا يعبأ المرء منا بحوادث كهذه جرت منذ حوالي ألفين وخمسمائة عام كما يزعمون لو لم يكن لها أثر فعال في حياة الشعوب ومايصيبها من ظلم أولئك الأجداد, الذين جعلوا من التوراة خمارا, يحجب عن الأعين رؤية الأنياب الوحشية التي عاني منها العرب وغيرهم من الشعوب, وفي هذه المسألة بالذات يذكر يفجيني يفسييف في كتابه الفاشي في ظل النجمة الزرقاء من المعروف أن مايسمي بالكتب المقدسة لليهودية لاتبرر فقط ولكن تروج للتنكيل الدموي ضد من لايدين بعقيدتهم فأن إبادة الناس شيء متنبأ به في كثير من المواضع في العهد القديم وهي جاهزة لاستخراجها والتلويح بها الي أي دولة يريدون الاعتداء عليها أو إدخالها الي محور الشر وهكذا تم وضع الخلافة العثمانية في دائرة الاساطير التوراتية منذ أيام ثيودور هرتزل حيث جعلت الحركة الصهيونية والغرب المسيحي الموالي لها من الخلافة العثمانية فريسة تناهب المتربصون في مركزها الجغرافي الفريد وفي سلطانها الروحي والمادي المديد, ومن ثم تحطيمها ثم تقسيمها بينهم أشلاء لينتهي اسم الإسلام في هذه المنطقة من العالم وليتواري علم الخلافة من دنيا السياسة ومجال الأقوياء وهكذا كانت الحركة الصهيونية عاملا قويا في ذلك الانهيار فهي لن تنسي أبدا إفشال السلطان( عبد الحميد الثاني) لمخططات زعيمها الأول( هرتزل) وصده.. فقرر الصهاينة القضاء علي الخلافة, باعتبارها أيديولوجية منافسة قد تشكل خطرا أمام إعلاء اله اليهود( يهوه) علي كل من عداه من آلهة الشعوب وهكذا تم الاستغلال الذرائعي لعهد ابراهيم المزعوم لبني اسرائيل والذي يشمل أراضي الحيثيين فيما جاء في الفرع الأول من البند الثالث من قانون( جمعية رأس المال القومي اليهودي) الصادر عام1907 ذلك أن التعبير الوارد في هذا القانون يعني فلسطين وسوريا وكل قسم من تركيا الآسيوية التي يرويها النهر الكبير الفرات الوارد ذكره ضمن وعد الرب لبني إسرائيل وعندما تم للصهيونية ما أرادت من تصديع الخلافة الإسلامية وسلخ تركيا عن عمقها الاسلامي حتي أنها كانت من أوائل الدول الإسلامية التي اعترفت بدولة اسرائيل تم اخراج تركيا من دائرة الحقد الصهيوني حتي أحداث11 سبتمبر2001 م حين امتنعت تركيا عن الاشتراك في غزو العراق, حيث تمت ترجمة ذلك علي أنه رجوع الي عمقها الإسلامي, وهكذا شرعت مراكز الدراسات الاسرائيلية في إعادة طرح قصة( يأجوج ومأجوج) طبقا للرواية التوارتية التي تحمل لسكان الشمال عداء موروثا وتحرض يهود كل العصور علي الثأر منهم وإبادتهم وتحويل مدنهم الي خرائب وهي الرواية التي اعتقد عليها الرئيس جورج بوش الإبن في معركته ضد العراق, وذلك عقب ما أعلنه اسحق كدوري كبير الحاخامات ورائد علم التصوف( الكابالاه): أن حرب يأجورج ومأجوج أو الحرب ضد قوي الشر قد بدأت منذ الهجوم الأمريكي علي أفغانستان عقب احداث11 سبتمبر, وستستمر هذه الحرب لمدة سبع سنوات وخلال هذه الفترة سيظهر المسيح المنتظر, وتندلع معركة هرمجدون, ومن الجدير بالملاحظة ان محور الشر( يأجوج ومأجوج) كان أول ما ارتبط بالإتحاد السوفيتي, وعقب سقوطه تم ربطه بكوريا الشمالية والعراق وافغانستان ثم تلي ذلك ربطه بإيران وسوريا وحزب الله ومن ثم لايستبعد ربطه الآن بتركيا خاصة وأنه بعد المشادة التي حدثت بين أردوغان وشيمون بيريز في منتدي( دافوس) وتدور العلاقات التركية الإسرائيلية علي خلفية العدوان الإسرائيلي علي غزة والكتابات الاسرائيلية تطلع علينا, بإمكانية خروج تركيا من إطار العلاقات الاستراتيجية مع اسرائيل لاسيما وأن هناك رأيا بات يعتقد في صحته الكثيرون من علماء التاريخ والآثار بأن الحيثيين أسلاف الأتراك الحاليين, كانوا يحلون القانون والعدالة أكبر محل من الاعتبار, كما أنهم يتصفون بالعدل والرحمة.