يتحمل تنظيم الإخوان مسئولية الدماء التي سالت أمس في عدد من المحافظات لأن أنصاره وإرهابييه أفرطوا في الحماقة وجاوزوا جرعات إدمان الغباء السياسي ومالوا إلي شرعية الخيانة التي أرادوا أن يفسدوا بها علي المصريين احتفالهم بالنصر وتحركوا لاإراديا تحت تأثير الغشم التنظيمي لمواجهة الشعب كله. وحدث ما كنت أحذر منه وهو أن صبر الشعب في التعامل مع ذلك التنظيم الإرهابي قارب النفاد وهو ما حدث أمس فقد أبلغني أحد شهود العيان في رمسيس أن غالبية القتلي سقطوا في اشتباكات بين الأهالي وعناصر تنظيم الإخوان وأرجع ذلك إلي أن العناصر الإخوانية كانت مسلحة وتهدد الأهالي وتحاول الفتك بأي شخص يقترب من تحركاتهم. وليت الذين تخلوا عن لغة العقل وتبرأوا منها يدركون أنه لا شهادة ولا استشهاد في تنفيذ المهام التي قيل إنها وردت في ورقة سربها خيرت الشاطر المحبوس علي ذمة قضايا عبر ابنته التي كانت في زيارته وتضمنت خطة لإشعال الشوارع وإفساد أجواء التفاف الشعب حول الجيش ومحاولة اختلاق أجواء من الفوضي بالشارع والجامعات والمدارس وصولا إلي موقف قوي في التفاوض مع الحكومة المؤقتة. والذي لا يعلمه هؤلاء المغيبون الذين نزلوا إلي الشوارع منذ بداية أكتوبر وحتي أمس أن الشاطر لم يقصد من رسالته السرية نصرة شريعة الله كما يدعون ولا الحشد من أجل شرعية محمد مرسي كما يزعمون ولا الدفاع عن ديمقراطية الصندوق كما يتخيلون ولا مواجهة ما يسمونه بالانقلاب كما يتوهمون ولكنه كان يراهن علي نجاح قليل من المغيبين وبضع من المخطوفين ذهنيا وكثير من المأجورين والمسجلين خطر من محترفي الجهاد باليومية في وجود أجواء من الفوضي التي يمكن استخدامها كورقة ضغط علي الحكومة للتفكير في تفاوض لا يريد فيه الإخوان إلا ضمان استمرار التنظيم دون حظر والإفراج عن بعض قياداته خاصة من رجال الأعمال والمستثمرين. والذي لا يعلمه الإخوان والمتعاطفون مع التنظيم بنظام الانتساب المدفوع مقدما أن ما كانوا يتبادلونه فيما بينهم الكترونيا علي مواقع التواصل الاجتماعي أمس بأنهم يريدون دخول التحرير وميادين احتفال الشعب بنصره علي اليهود للفتك بمن أسموهم برجال السيسي, دفع هؤلاء المتجمعين في ميادين النصر إلي انتقاد تعامل الأمن مع مسلحي الإخوان ووصفوه بغير الحاسم والحازم, وهذا لم يكن في طباع المصريين الذين يكرهون الدم ويؤمنون بأن كل دماء المصريين حرام ولكن إفراط هذا التنظيم الشيطاني في الحماقة وإدمانه لشرعية الخيانة حتي في الاحتفال بانتصار أكتوبر جعل كل من يقدر قيمة هذا النصر يرفض المحاولات المدفوعة لتشويهه وإفساد أجوائه. وإذا كان التنظيم قد انتحر سياسيا, وهوي شعبيا, وتغافل عن الحق دينيا فلا يلوم من يتعامل بالقوة في مواجهة جماعاته التي احترفت الكذب والخيانة والخداع والسلمية المسلحة! رابط دائم :