كانت هناك دلالات كبيرة في الآونة الأخيرة عن تنامي التحالف بين الصين وروسيا خاصة بعد توجيه الولاياتالمتحدة دفتها تجاه شرق آسيا بسبب تزايد قلقها من صعود بكينوموسكو, حيث دفعت واشنطن الي زيادة وجودها السياسي والاقتصادي في المنطقة. ووفقا لصحيفة فورين بوليسي الأمريكية فإنه في حين أن مصالح موسكووبكين تتلاقي في الوقت الراهن لكن, الصين في الواقع هي الدولة الوحيدة التي تشكل أعظم تهديد لوجود روسيا في الشرق الأقصي ورغم أن الجيش الروسي كان أكثر نشاطا في الآونة الأخيرة متضمنا تحديثا في الخطط وبدائل متطورة وتدريبات متزايدة في مجالات ذات أهمية من الناحية الاستراتيجية, فقد نظمت الصين وروسيا عددا أكبر من أي وقت مضي من التدريبات البحرية المشتركة بينهم والتي تهدف الي مواجهة القوات البحرية للولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها, كما تابعت كل من بكينوموسكو عن كثب التدريبات المشتركة بين القوات البحرية ومشاة البحرية الأمريكية مع قوات الدفاع اليابانية في جنوب كاليفورنيا, وهناك مناورات أمريكية يابانية الأسبوع المقبل مما يزيد من التركيز الروسي الصيني علي ما تشير اليه تلك المناورات. ومن جانبها رأت مجلة الدبلوماسي اليابانية أنه علي الرغم من العلاقات الجيدة بين بكينوموسكو ألا إنه لا يجب المبالغة في التوقعات بسبب الاضطرابات القديمة بينهما عبر التاريخ والاعتبارات الجيوسياسية, حيث تحاول روسيا من جانبها تصوير نفسها علي إها لاعب الشرق الأقصي الأكثر قوة, حيث زادت المخاوف الروسية حول نفوذ الصين المنطقة بشكل مطرد منذ انهيار الاتحاد السوفيتي, وقد قامت موسكو بتحديد نحو5 مليارات دولار لانفاقها علي مشاريع مختلفة في الشرق الأقصي كجزء من برامج الدولة الروسية التي تركز علي التنمية في المنطقة وهي ليست سوي أحدث حلقة في سلسلة من التحركات من جانب روسيا للحد من تزايد دور الصين في المنطقة. وما يوضح قلق موسكو الكبير من تأثير التوسع الاقتصادي والسياسي السريع في الصين فقد قامت بتشجيع المستثمرين اليابانيين لإنشاء مشاريعهم الخاصة في شرق روسيا لمواجهة الصين, وقد وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي اقامة برنامج لتطوير المنطقة من خلال جذب11 مليون عامل جديد خلال العشر سنوات المقبلة من مناطق القوقاز وآسيا الوسطي وهذا يعني أيضا زيادة سريعة في عدد سكان روسيا المسلمين بسبب استراتيجية بوتين في استقطاب العمالة المهاجرة وستسهم تلك السياسة في هروب الروس الأصليين من الشرق الأقصي لمجموعة متنوعة من الأسباب مثل السعي وراء الأجور العالية والهروب من سوء حالة البنية التحتية وغيرها. رابط دائم :