أكد سياسيون ونقابيون وكتاب أن تنظيم الإخوان المحظور أسقط نفسه بالضربة القاضية في انتخابات الشوري بتصرفاته الصبيانية في الشارع وأجمعوا علي أن الناخب المصري تفهم مؤامرات الإخوان وابتعادهم عن مشكلاته, بالإضافة إلي ما ظهروا به من ضعف في الأداء تحت قبة البرلمان, والتظاهر بالوشاح الأسود والأبيض والاعتصام بدلا من الدفاع عن قضاياهم, وقصر دورهم في المشاركة علي التصوير أمام الكاميرات, وعمل شو إعلامي, والتظاهر من أجل حماس وليس قضايا الشعب الفلسطيني. وأكد الكاتب صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة أن فشل أعضاء المحظورة في حصد أي مقاعد برلمانية في انتخابات التجديد النصفي لانتخابات مجلس الشوري أمر كان متوقعا بسبب ضعف الأداء البرلماني لنواب هذه الجماعة تحت قبة مجلس الشعب, وقال: إن أداءهم البرلماني أقل بكثير جدا من التوهم الذي فعلوه, مما جعل الكثيرين يراهنون عليهم في انتخابات الشعب الماضية. وقال: الإخوان لم يقدموا أي جديد, كما أن برنامجهم الذي رفعوه وأكدوا فيه أنهم الأكثر إسلاما من غيرهم لم يترجم هذه الشعارات إلي تشريعات وبرامج يجري تنفيذها. وأضاف: الإخوان خدعوا الجميع بأن لديهم تصورا كبيرا وسيقومون بأعمال كثيرة وفق ما أعلنوه في برنامجهم الانتخابي, إلا أن التجربة كشفت العكس, بل أظهرت ضعفا برلمانيا وفقرا شديدا لأي معان تتعلق بالعمل البرلماني, فضلا عن أن سلوكياتهم النيابية اتسمت بالصبيانية إلي حد بعيد, حيث لم يدخل أعضاء المحظورة جديدا علي الحياة البرلمانية سوي لبس الأوشحة السوداء والبيضاء, والاعتصام أمام البرلمان, وهذه أشياء بعيدة كل البعد عن دور البرلمان الذي اختارهم الشعب لتمثيله. من جانبه أكد ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل وعضو مجلس الشعب أن الخلافات الداخلية في صفوف المحظورة, خاصة بين قياداتها, فضلا عن عدم تقديم خدمات لأهالي دوائرهم الانتخابية لنواب المحظورة في مجلس الشعب هو ما أسهم في فشلهم في الانتخابات الحالية. وقال: لا أنكر أن ترتيب الحزب الوطني المرشح الأقوي في الانتخابات لصفوفه خلال هذه الانتخابات, وعدم سماحه بالدفع بأكثر من مرشح في الدائرة الواحدة, وتطبيق مبدأ الالتزام الحزبي كان بمثابة الضربة القاضية للمحظورة التي كانت تعتمد علي تفتيت أصوات مرشحي الحزب الوطني. وقال الدكتور عمرو الشوبكي الخبير السياسي: إن شعبية الإخوان تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية بسبب الأداء المتواضع داخل البرلمان, مشيرا إلي أن الإخوان يستطيعون فقط تنظيم المظاهرات من أجل خدمة مصالحهم وليس بهدف الإصلاح أو الدفاع عن قضية عامة. وقال: إنهم كانوا يتظاهرون من أجل حركة حماس وليس فلسطين, أو للإفراج عن معتقلي الإخوان وليس من أجل قضية وطنية. من جانبه قال علاء الدين ثروت عضو مجلس نقابة المهن الاجتماعية: إن تنظيم الإخوان المحظور لم يقدم حتي الآن برنامجا سياسيا واضحا يمكن لأي مواطن أو شخص الاطلاع عليه, ومن ثم الحكم عليهم من خلاله, مشيرا إلي أن الجماعة علي الرغم من تاريخها الذي يقترب من القرن, فإنها لم تقدم علي مدار هذا التاريخ أي حلول واقعية واضحة المعالم للمشكلات الحياتية واليومية التي يواجهها المواطن. وأضاف أن جماعة الإخوان منذ تأسيسها وهي تعتمد علي رفع واستخدام شعارات دينية استغلالا للشخصية المصرية التي تميل بطبعها لكل ما هو ديني, مشيرا إلي أن الجماعة مازالت تصر علي فرض الوصاية الدينية علي المجتمع. وقال: إنه لا يتوقع أي نجاح للجماعة المحظورة في أي انتخابات سياسية, أو أن تمثل أغلبية في أي مجلس طالما أصرت علي استغلال الشعارات الدينية.