رأت العديد من التقارير الدولية أن الشعب الأمريكي سئم أي مشاركة عسكرية خارجية بعد الفوضي والتكلفة الهائلة للحروب في العراق و أفغانستان وأن أي عمل في سوريا سيكون مليئ بالمخاطر علي عكس العراق. فسوريا أقوي بكثير عسكريا ولديها نظام دفاع متطور وسيكون من الخطر للغاية محاولة خلق منطقة حظر طيران كما اقترح النائبين ماكين وجراهام. وقد رصدت جميع الدراسات التي أجريت حديثا مستويات عالية من المعارضة في خمس أحدث استطلاعات رأي لمؤسسة جالوب ومركز بيو وواشنطن بوست وشبكة ايه بي سي نيوز وهافبوست يوجاف وشبكة إن بي سي نيوز وتراوح تأييد التدخل من25% إلي42%. فيما أوضح تقرير لصحيفة هافنجتون بوست الأمريكية إنه بالرغم من جهود أوباما لتحسين صورة أمريكا الدولية فقد اكدت العديد من استطلاعات الرأي أنها ثاني أقل الدول شعبية في العالم استنادا إلي دراسة استقصائية لشبكة بي بي سي والتي كشفت ان السياسات الدولية الأمريكية قد أثرت بشكل كبير علي انخفاض شعبيتها ولا سيما عملياتها العسكرية أحادية الجانب. ومن جانبها أكدت مؤسسة جالوب أن نسبة دعم عمل عسكري ضد سوريا أقل بكثير من دعم العمل العسكري تجاه دول أخري في السنوات ال20 الماضية فقد عارض51% من الشعب الأمريكي التدخل في سوريا في حين أيده36% بالمقارنة بالتدخل في العراق وأفغانستان والخليج العربي في عام1991 وفي كوسوفو ومنطقة البلقان. فيما أوردت الصحيفة ضربة جديدة للرئيس الأمريكي باراك أوباما حيث دعا النائب الجمهوري بيل فلوريس مجلس النواب للتصويت علي عزله لأن ممارساته الحالية تشكل خرقا للدستور وانتهاكا للقانون مضيفا في حيثيات دعوته أن أوباما أساء استخدام سلطاته كرئيس للولايات المتحدة مطالبا باقتراع للإقالة وسحب الثقة منه. وذكرت الصحيفة أن فلوريس ليس أول نائب يطالب بعزل أوباما فقد قام السيناتور توم كوبورن والنائب بليك فارنتهولد بحث مجلس النواب علي التصويت لإقالة أوباما. ووفقا لمجلة بوليسي ميك الأمريكية فإن الوضع في سوريا يشكل تحديا كبيرا لواضعي السياسات في واشنطن خاصة أن العديد من المقاتلين داخل صفوف المعارضة هم من المأجورين ومن لهم علاقات مع تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية المتطرفة الذين تلقوا تدريبات مكثفة علي القتال العنيف واستخدام كل الأسلحة وهنا تكمن المشكلة فمن خلال توفير المزيد من المعدات العسكرية الفتاكة لجماعات المعارضة كما يدعو كل من ماكين وجراهام فسينتهي المطاف بتلك الأسلحة إلي أيدي مقاتلي القاعدة. وأضافت الصحيفة أن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من شأنها أن تخلق فراغا وكما أظهرت الحروب في العراق وأفغانستان فإنه يتطلب موارد هائلة لإزالة النظام من السلطة في الشرق الأوسط كما أنه يستغرق سنوات بل عقود لتشكيل حكومة قابلة للحياة يمكنها أن توفر الأمن الكافي بعد زوال النظام. وأوضح التقرير أن الولاياتالمتحدة تواجه وضعا محيرا في سوريا كقوة عظمي وتصرفها كما لو كانت جهاز شرطة العالم وسوف تصبح أكثر تورطا في الحرب الأهلية الجارية واتخاذ إجراءات كبيرة ضد النظام السوري يمكن أن تحمل مخاطر أكبر بالنسبة لواشنطن وبالتالي, في مواجهة هذه المعضلة, فإنه سيكون أفضل بالنسبة لإدارة أوباما اتباع نهج الحكمة و تجاهل اقتراحات جون ماكين وليندسي جراهام لتوفير المزيد من الأسلحة الفتاكة إلي المعارضة والدخول في قصف مكثف علي المنشآت العسكرية في سوريا وكما شهد العالم في العراق و أفغانستان فقد فشلت الولاياتالمتحدة في فرض إرادتها علي هذين البلدين حتي بعد إنفاق تريليونات الدولارات ومن المستبعد جدا أن تفرض واشنطن إرادتها علي سوريا التي تمتلك ثالث أكبر كومة من الأسلحة الكيميائية في العالم وجيش أقوي بكثير من العراق أو أفغانستان رابط دائم :