أصبح مرفق النقل الداخلي بمحافظة الغربية يمثل صداعا مزمنا في رأس جميع القيادات والمسئولين بمحافظة الغربية وفي مقدمتهم اللواء عبدالحميد الشناوي محافظ الغربية ولجنة الاستثمار بالمجلس المحلي بالمحافظة حيث يمثل هذا المرفق الحيوي أهمية كبري في قطاع المواصلات ويخدم قطاعا عريضا من العمال وطلبة وطالبات المدارس والجامعات وعددا كبيرا من المواطنين خاصة بمدينتي طنطا والمحلة الكبري والمراكز التابعة لهما حيث ان مرفق النقل الداخلي بمحافظة الغربية علي مدي السنوات السابقة لم يعد يعمل بكامل طاقته بسبب تهالك عدد كبير في السيارات والتي تم رفعها من الخدمة وأصبحت مجرد جثث هامدة لعدم وجود قطع غيارتتطلبها أعمال الصيانة لإعادة تشغيل هذه السيارات مرة أخري وهو ما أدي لحدوث خسائر فادحة تهدد بتوقف المرفق عن أداء دوره, كما لم يعد في استطاعته الوفاء بأجور عدد كبير من العاملين به والبالغ عددهم2167 عاملا وموظفا في كافة التخصصات. وفي محاولة جادة لإنقاذ مرفق النقل الداخلي بمحافظة الغربية عقد المجلس المحلي بمحافظة الغربية جلسته الأخيرة برئاسة اللواء محمد نجا تمت خلالها مناقشة المشكلة وتقديم عدة مقترحات للنهوض بالمرفق وتطويره للاستمرار في أداء خدماته لقطاع كبير من أبناء محافظة الغربية الذين يعتمدون عليه بشكل كامل ورئيسي في تنقلاتهم وهم آلاف العمال بالشركات المختلفة وطلاب وطالبات المدارس والجامعات وطوائف أخري من مواطني محافظة الغربية خاصة بمدينتي طنطا والمحلة الكبري والقري والنجوع والعزب التابعة لهما. حيث ناقش المجلس طلب الإحاطة المقدم في خمسة أعضاء بالمجلس حول تردي حال المرفق وعدم وجود خطة للنهوض به وتقديم بعض المقترحات التي يمكنها أن تساهم في تطوير المرفق والنهوض به وإنقاذه من الإنهيار واستمرار الخسائر الفادحة التي يحققها المرفق في السنوات الأخيرة. وقد أكد اللواء عبدالحميد الشناوي محافظ الغربية ضرورة العمل للنهوض بمرفق النقل الداخلي بمدينتي طنطا والمحلة الكبري مشيرا الي أن الحكومة سوف تقدم دعما ماليا لتحسين أحوال المرفق بشكل مبدئي خلال شهرين تصل قيمته إلي عشرة ملايين جنيه وتكثف المحافظة جهودها لزيادة هذا الدعم ليصل إلي25 مليون جنيه في المرحلة المقبلة حتي يمكن تطوير المرفق وتحسين الخدمة به وأضاف محافظ الغربية أن مرفق النقل الداخلي أصبح في حاجة لإدارة جيدة وفكر جديد لإدارته في المرحلة القادمة مؤكدا أن في مقدمة أسباب انهيار المرفق في السنوات الأخيرة هي إدارته والسائقون والإهمال من كافة العاملين به. وأعرب محافظ الغربية عن استعداده التام لمناقشة وقبول أي مقترحات إيجابية يمكنها أن تساعد في تطوير المرفق والنهوض بهذا المرفق الحيوي الهام ووعد وتعهد محافظ الغربية بأنه خلال ستة شهور سوف يشهد المرفق طفرة كبيرة بداية من الإدارة وتحديث المرفق مما يمكنه من آداء دوره بشكل كامل, كما أشار المحافظ إلي أنه خلال شهر سوف يدخل الخدمة خمس سيارات أتوبيسات جديدة ستنضم لمرفق النقل الداخلي بالمحلة الكبري. وقد تقدم خلال الجلسة علي سنجر سكرتير عام محافظة الغربية بثلاثة مقترحات لسرعة تطوير المرفق والنهوض به في أسرع وقت. حيث اقترح سكرتير عام المحافظة بيع عشرة آلاف متر من أرض المرفق الكائنة بشارع الجلاء بمدينة طنطا بالمزاد العلني وتخصيص هذا المبلغ لتطوير المرفق وشراء مائة سيارة جديدة لخدمة مرفق طنطا والمحلة الكبري هذا بالإضافة لدعم المرفق بمبلغ كبير لشراء قطع غيار لتصليح السيارات المعطلة وإعادتها للخدمة وتشغيلها مرة أخري حيث سيساهم ذلك في زيادة قوة المرفق وهو مايساعد كثيرا في حل أزمة المواصلات الحالية سواء بطنطا أو المحلة الكبري. كما اقترح سكرتير عام المحافظة أيضا تشغيل شركة نقل جماعي بجانب المرفقين كحل عاجل للأزمة الحالية. كما طالب بتشكيل مجلس إدارة جديد للمرفق يكون قادرا علي سرعة التطوير والنهوض بالمرفق مع تقليص العمالة الزائدة التي أصبحت تمثل عبئا علي المرفق. أما ياسر منصور عضو مجلس محلي المحافظة ورئيس لجنة الاستثمار بالمجلس فقد اقترح ضرورة تقليل المصروفات وفتح باب لتحقيق أرباح وذلك عن طريق تحويل سيارات المرفق للعمل بالغاز الطبيعي بدلا من السولار لتخفيض النفقات وتحويل الزيوت لشحوم للاستفادة من بيعها والتعاقد مع الشركات الحديثة لإعادة تدوير الكاوتشوك المتهالك وصرف النظر عن عدم زيادة قيمة تذكرة الركوب من خمسين قرشا إلي75 قرشا علي أن يكون مرفق النقل الداخلي بالغربية مثل مرفق النقل الداخلي بالقاهرة والإسكندرية هيئة خدمية وليس إنتاجية لتخفيف الضغط والأعباء عن المواطنين وهم معظمهم من طبقة محدودي الدخل. حيث أكد العضو أنه يمكن دعم المرفق عن طريق البند الدعائي مثل إعلانات مترو الأنفاق ومحطات الأتوبيس والتذاكر وتشغيل إذاعات خارجية للمرفقين بطنطا والمحلة الكبري وأيضا التعاقد مع إحدي الشركات المتخصصة للقيام بأعمال الصيانة وتطويرها وتحديث مراكز الخدمة لتقديم خدمة أفضل وهو ما يساعد علي جذب الركاب لاستخدام سيارات المرفق هذا مع ضرورة تولي إدارة خاصة ذات فكر متطور لإدارة شئون المرفقين بطنطا والمحلة بالأسلوب الأمثل الذي يساعد علي تحقيق نجاح وليس فشلا وانهيارا كما هو الحال الآن, كما اقترح عاطف عامر عضو المجلس شراء عدد من السيارات الحديثة بنظام الأقساط عن طريق أحد البنوك الإستثمارية لتكون بداية لإجراء عمليات إحلال وتجديد لسيارات المرفق. كما طالب بضرورة تخفيض العمالة الزائدة مشيرا إلي أن عدد العمالة بالمرفق يصل إلي2167 عاملا بينما عدد السيارات التي تعمل بمرفقي طنطا والمحلة الكبري208 سيارات فقط أي أن كل سيارة أتوبيس يعمل عليها ويقوم بخدمتها(11) عاملا وهو عدد كبير جدا حيث أن المفروض أن كل سيارة يخدمها من ثلاثة إلي أربعة عمال فقط وليس(11) عاملا وهو ما أصبح يتطلب ضرورة فتح باب المعاش المبكر خاصة للعاملين الذين بلغت أعمارهم من(50) إلي(58) عاما وهذا يتكلف حوالي(13) مليون جنيه علي أن تمول من وزارة المالية وهو مايساعد علي خفض المرتبات بنسبة48%. فيما أكدت سهام العدوي عضو مجلس محلي المحافظة بانه لابد من الحصول علي مبالغ مادية مناسبة من الشركات التي تستأجر سيارات المرفق لحسابها. وأضافت بان هذا المرفق الحيوي المهم يخدم قطاعا كبيرا من طلاب المدارس والجامعات وعمال الشركات الصناعية, والموظفين بالحكومة هذا بالإضافة للمشاركة في المناسبات الوطنية والسياسية والدينية وخدمة القرارات السيادية المرتبطة بتسهيل الركوب المجاني لفئات محدده مثل المحاربين القدامي والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة والقوات المسلحة والشرطة وايضا ربط المرفق بالمحافظات المجاورة مثل محافظات كفر الشيخ والدقهلية والمنوفية. وأشارت ان إجمالي سيارات مرفق المحلة الكبري127 سيارة يعمل منها في الخدمة32 سيارة فقط بينما هناك91 سيارة معطلة تماما وتقف جثثا هامدة داخل الجراج بينما هناك أربع سيارات تحت الإصلاح وهو ما يؤكد التدهور والانهيار الذي يشهده مرفق المحلة الكبري المدينة العمالية والصناعية والتجارية الكبيرة ذو الكثافة السكانية العالية والتي تحتاج لأضعاف هذا العدد من سيارات المرفق حيث يعتبر مرفق النقل الداخلي هو الوسيلة الرئيسية التي يعتمدون عليها في مواصلاتهم وتنقلاتهم اليومية وخاصة عمال شركة غزل المحلة والشركات الصناعية الأخري سواء التابعة لقطاع الأعمال أو القطاع الخاص حيث تتولي سيارات مرفق النقل الداخلي نقلهم يوميا من القري والنجوع التي يقيمون بها إلي مقار عملهم وأيضا هناك الالاف من طلاب المدارس والجامعات وموظفي الحكومة ولذلك فإن ضرورة تطوير مرفق النقل الداخلي والنهوض به أمر ضروري لامفر منه وبشكل عاجل وسريع.