اليوم هو يوم ما قبل الانتخابات, انتخابات الشوري, وانتخابات الشوري هذه المرة مختلفة, اختلافها يمكن أن نسميه في العديد من الظواهر, ليس فقط في ذلك الإقبال الملحوظ من مرشحين من أحزاب وتيارات مختلفة ومستقلين للتقدم للترشيح, ويكمن أيضا ذلك الاهتمام الكبير نسبيا إذا ما قورن بانتخابات الشوري من قبل.. من قبل وسائل الإعلام محليا وعربيا, هذا التغير نتاج عدد من الأسباب, أولها ذلك التغير المهم الذي ألم بحدود دور وتأثير مجلس الشوري في الحياة السياسية المصرية, وهو الأمر الذي نتج بعد التعديلات الدستورية التي أعطت للمجلس دورا واضحا في العملية التشريعية والاتفاقيات الدولية, هذا الدور الأكثر اتساعا وتأثيرا هو أحد العوامل المهمة في ترسيخ الانطباع لدي المهتمين بالعمل السياسي بأن للشوري مستقبلا أكبر خلال المرحلة السياسية المقبلة, وهنا لا يمكن إغفال التأثير المهم لرئيسه صفوت الشريف الذي يعد أحد العوامل المهمة في خلق روح جديدة ومساحة واسعة للمجلس. السبب الثاني في ذلك الاهتمام هو دخول مصر في بداية مرحلة سياسية مهمة حيث تشهد الأشهر المقبلة ثلاث عمليات انتخابية تبدأ بالشوري, ثم الشعب, ثم الانتخابات الرئاسية في نهاية العام المقبل, وهو الأمر الذي يعني أن انتخابات الشوري هي المقدمة لذلك التفاعل السياسي الذي تعيشه مصر, وبالتالي هو شكل من أشكال' التسخين السياسي' تجاوبا مع ذلك التفاعل. لذلك فان قرار مشاركة بعض الأحزاب في هذه الانتخابات هو قرار سياسي مهم لهذه الأحزاب, حتي لو كانت المشاركة بعدد محدود من المرشحين لا يتناسب وعدد المقاعد المتنافس عليها, ولكن تظل المشاركة وذلك' التسخين' أمرا مهما لهذه الأحزاب وهو دليل جدية نتمني جميعا كمصريين البناء عليه كمقدمة لمشاركة أكثر فعالية في انتخابات مجلس الشعب وانتخابات الرئاسة. أيضا هذه الانتخابات تعد بمثابة ممارسة مهمة للإعلام لتثبيت المعايير الأساسية الحاكمة للتغطية الإعلامية للانتخابات, وربما لم يأت الوقت بعد لتقييم هذه الممارسة, ولكن حتي الآن تبدو النتائج إيجابية إلي حد ملحوظ. تبدأ الانتخابات خلال الساعات المقبلة, والأمل, كل الأمل, أن يشارك فيها كل من يمكن من المصريين, فقد انتهي ذلك الزمن الذي كنا نصحو فيه صباح يوم ما فنكتشف أن انتخابات الشوري كانت أمس.