مع اقتراب العد التنازلي لغلق باب الانتقالات الصيفية في أوروبا.. وغموض موقف اتحاد الكرة من استئناف النشاط المحلي واقامة بطولة الدوري الممتاز لموسم2014/2013 ولايزال مسئولو الأندية المصرية يتحركون وفقا لفكر الثمانينيات والتسعينيات والتفكير فقط في كيفية شحن أكبر عدد من اللاعبين في فرقهم وإهدار فرص عظيمة علي الكرة المصرية سواء عبر تحقيق الأندية ايرادات مالية ضخمة تساهم في القضاء علي الأزمة المالية وحالة الإفلاس التي تعاني منها وضخ عملة صعبة علي خزائن الدولة وكذلك إهدار فرص تصدير مواهب شابة الي القارة الأوروبية تعود بالنفع الفني علي المنتخب الوطني هي قضية الساعة حاليا بعد الدراما التي تعيشها صفقة انتقال محمد إبراهيم21 عاما صانع ألعاب الفريق الكروي الاول بنادي الزمالك والمنتخب الوطني وأحد أبرز المواهب الصاعدة في مصر الي ملقه الاسباني لمدة موسم علي سبيل الاعارة بفضل حالة التعنت التي يتعامل به مسئولو النادي الأبيض. وحاز محمد إبراهيم علي فرصة ذهبية في فوضي تجربة احتراف مميزة في أحد فرق المقدمة في الليجا الاسبانية والتدريب تحت قيادة الألماني بيرندشوسترا أحد برز لاعبي الوسط في تاريخ أوروبا وصاحب النجاحات التدريبية في ريال مدريد وخيتافي الي جانب وجود فرصة ذهبية أخري لمحمد إبراهيم للمشاركة بصفة أساسية في ظل حاجة ملقه إلي لاعب في مركزه لتعويض رحيل نجمه الصاعد اسيكو الي ريال مدريد الشهر الماضي مقابل30 مليون يورو. ورغم التمسك الكبير من جانب ملقه لاستقدام محمد إبراهيم إلا أن ممدوح عباس فرض شروطا صعبة أبرزها رغبته في اتمام صفقة الاعارة في يناير المقبل وهو ما يحرم محمد إبراهيم من بدء رحلته كاملة في ملقه واكتساب خبرات كبيرة الي جانب صعوبة عدم استقدام ملقه لاعبا في مركزه بما يهدد مشاركة اللاعب في المباريات مستقبلا مع اهدار50% من قيمة الصفقة ماليا أي ما لا يقل عن3 ملايين جنيه بسبب البقاء حتي نهاية دوري أبطال إفريقيا ولمحمد إبراهيم فصل طويل منذ فتح باب الانتقالات الصيفية بدأ عندما طلب نادي أف.سي.سيون السويسري شرائه من الزمالك في يونيو الماضي مقابل400 ألف يورو.. ووقتها رفض مسئولو النادي الجيزاوي الصفقة بداعي ضعف المقابل المالي وكذلك الرغبة في الابقاء علي اللاعب ضمن صفوفه بسبب دوري أبطال إفريقيا.. ثم لاحت فرصة أخري عندما طلبه نادي لوزيرن السويسري لمدة موسم واحد علي سبيل الإعارة دون تقديم عرض مالي في البداية وتكرر الرفض من جانب ممدوح عباس رئيس الزمالك الذي أطلق تصريحا شهيرا مطلع الشهر الحالي مضمونه عدم فتح الباب مطلقا أمام رحيل محمد إبراهيم عن الزمالك طالما كان رئيس للنادي. وفي المقابل كان اللاعب يرغب في خوض فرصة الاحتراف في أوروبا واستغلال صغر سنه وعدم تخطيه حاجز الثانية والعشرين ربيعا بعد في خوض تجربة احتراف مبكرة في أوروبا. وفي سيناريو مشابه لوضع محمد إبراهيم حاليا يبرز اسم صالح جمعة21 عاما لاعب وسط الفريق الكروي الأول بنادي إنبي والحائز علي لقب أفضل لاعب في كأس الأمم الإفريقية للشباب تحت21 عاما الماضية في الجزائر. وحاليا يعد صالح جمعة أمامه فرصة للأحتراف في بورتو البرتغالي الذي طلبه لمدة موسم علي سبيل الاعادرة ولكن لايزال الخلاف حول قيمة الصفقة رغم الموافقة المبدئية من إنبي الي جانب تحفظ اللاعب علي خوض فترة معايشة قبل توقيع العقد مع بورتو لعدم تكرار سيناريو صيف ساخن جدا عندما وافق ناديه البترولي علي سفره للانتظام في التدريبات أندرلخت البلجيكي وتألق هناك وكان النادي يسعي لضمه مقابل مليوني يورو180 مليون جنيه يحصل عليها إنبي.. ثم ساد الاستياء في أندرلخت من خروج اللاعب من النادي البلجيكي للسفر الي ألمانيا للاختبار في بروسيا دورتموند وصيف دوري أبطال أوروبا.. والمثير أن جمعة برز في دور تموند بصورة لافته وحاز علي اهتمامات يورجن كلوب المدير الفني ولكنه أصطدم بواقع مؤلم كان في انتظاره هناك يتمثل في رغبة النادي الألماني أن تجري إعارته الي فيورث أحد فرق الدرجة الثانية هناك لمدة موسم لاكتساب الخبرة وكذلك متابعته بصورة كاملة لفترة أطول خاصة مع صغر سن اللاعب وعدم إمتلاكه تجارب سابقة لينتهي حلم صالح جمعة في اللعب بالدوري الألماني. وأمام لاعب وسط الفريق البترولي وزميله الصاعد أحمد رفعت الجناح الأيسر فرصة لإنقاذ موسمهما في أوروبا حال إتمام صفقة الإعارة الي بورتو البرتغالي لمدة موسم. السيناريو نفسه تم ولكن بصورة أسرع لدي عمر جابر21 عاما الظهير الايمن ولاعب الوسط المدافع الذي لم يهنأ بالحصول علي عرضين للمعايشه في بازل السويسري ورابيد النمساوي بخلاف عرض ثالث من ليدس البلجيكي للشراء النهائي وصدر القرار من إدارة النادي الابيض بالابقاء عليه بداعي حاجة الفريق الي خدماته وعدم الاستغناء عنه في ظل ضعف المقابل المالي400 ألف يورو مليون و800 ألف جنيه. كما رفض الزمالك بإرادته التخلص من صراع عودة محمود عبدالرازق شيكابالا27 عاما صانع الألعاب العائد من الإعارة الفاشلة في الوصل الإماراتي رغم وصول عرض من أوليمبياكوس اليوناني مقابل مليوني يورو 18 مليون جنيه وكذلك عرض من أحد الأندية الاوكرانية بسبب رغبة عباس في استمرار اللاعب الأسمر خاصة بعد زوال سبب رحيله عن الزمالك صيف العام الماضي ممثلا في حسن شحاتة المدير الفني الاسبق وصاحب الخلاف الشهير مع اللاعب في مايو2012 والذي أوصي في تقرير شهير له بالاستغناء عن خدمات شيكابالا بصورة نهائية من الزمالك. والمثير أن الزمالك بعد بقاء شيكابالا بات مطالبا بسداد ما لا يقل عن8 ملايين جنيه لنجمه الأسمر قيمة عقده السنوي رغم وضوح الرؤيا بعد لمنافسات بطولة الدوري الممتاز لموسم2014/2013 من الانطلاق أو استمرار التجميد. وللنادي الأهلي وحسن حمدي المسئول الأول قصة طويلة مع الفرص الضائعة خلال فترة الانتقالات الصيفية أدات الي تعرض الأهلي لخسارة مالية مطلوبة من مسئولية للإبقاء علي لاعبيه وكذلك إهدار فرص للاعبين في الرحيل الي أوروبا. أبرز الأحداث هنا عدم حسم مسئولي النادي القاهري الكبير موقفهم مبكرا من انتقال محمد ناجي جدو28 عاما هداف الفريق الي هال سيتي الانجليزي في نهايات الموسم الماضي عندما كان جدو يرتدي قميص الفريق الانجليزي علي سبيل الإعارة في دوري الدرجة الأولي. وجاء تأخر للأهلي في فتح الباب أمام هال سيتي للتفاوض وقتها حول رحيل نهائي لجدو الي ضياع ما لا يقل عن مليوني جنيه استرليني 22 مليون جنيه حيث كان جدو وقتها في آوج تألقه مع هال سيتي ويسجل الأهداف ويقود فريقه للانتصارات في رحلة الصعود الي الدور الانجليزي الممتاز وجاءت الظروف المعاكسه بين تزامن رغبة الأهلي في الانتظار حتي نهاية الموسم أملا في وصول سعر بيع اللاعب لأعلي ثمن ودخول أندية أخري في السباق مع تعرض جدو للإصابة في مشط القدم وإعلان غيابه عن الملاعب ل3 أشهر ليقضي علي أية محاولات لتسويقه في أندية البريميد لييج. وزاد الأمر مع ابتعاد هال سيتي عن الصورة والتزامه فقط بإجراء العملية الجراحية للاعب ثم إعادته الي الأهلي مع انتهاء الإعارة لينتهي مشوار احتراف جدو في انجلترا وخسارة الأهلي لما لا يقل عن22 مليون جنيه. ولم يتوقف الأمر عند محمد ناجي جدو.. فالأهلي وقف ضد فرصة ذهبية لخروج أحد لاعبيه الصاعدين الي أوروبا وهو محمود حسن الشهير بتريزيجيه 21 عاما لاعب الوسط المدافع عندما رفض عرضا من نيس الفرنسي لشرائه مقابل400 ألف يورو ما يوازي مليون و800 ألف جنيه.. والمثير أن أحمد حسام ميدو صاحب التجارب الاحترافية في أوروبا طالب تريزجيه بالسفر الي نيس واستغلال هذه الفرصة وأكد له أنه سيتدرب تحت قيادة مدير فني مميز في إكتشاف المواهب الصاعدة في الملاعب الأوروبية وتوقع له الانتقال الي ناد آخر أكبر في القارة العجوز خلال المرحلة المقبلة.. ثم تكرر السيناريو عندما آتت صفقة أخري بطلها نادي أياكس الهولندي الذي طلب إنتظام تريزجيه في فترة معايشة لديه قبل شرائه نهائيا من الأهلي خلال فترة الانتقالات الصيفية وسعي مسئولو النادي القاهرة الكبير للإبقاء علي اللاعب بداعي الحاجة الي خدماته خلال منافسات دوري أبطال إفريقيا. السيناريو نفسه كان سببا في عدم احتراف رامي ربيعه21 عاما قلب الدفاع في الدوري الألماني بعد أن طلبه نادي فولسفورج للخضوع في فترة معايشه هناك تمهيدا للتعاقد معه.. وكان متوقعا ألا يقل عائد بيع محمود حسن تريزيجيه ورامي ربيعه عن مليون يورو 9 ملايين جنيه علي أدني تقدير في حالة الموافقة لهما علي الأحتراف في أوروبا ومنح الفرصة لثنائي صغير السن لبدء رحلة كروية جديدة في القارة العجوز.