كشفت الأحداث الأخيرة أننا نحتاج إلي تغيير طريقتنا في التعامل مع الخارج من خلال مؤسسة الدبلوماسية المصرية ممثلة في وزارة الخارجية, فما جري من إدانة عالمية لأحداث ثورة30 يونيو ووصف بعض الدول لها أنها انقلاب علي الشرعية مع عدم تفهم ماجري علي الأرض بشكله الحقيقي يعكس قصورا كبيرا في اداء سفرائنا إلي دول العالم. كان علي وزارة الخارجية أن تواكب ما يحدث في الداخل من أحداث وتتابعه لحظة بلحظة, وأن تنسق مع السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية لشرحه وتوضيحه للرأي العالم العالمي أولا بأول وأن تزودهم بالمعلومات والبيانات والصوروالأفلام, بدلا من اضطرارنا للجوء إلي الدفاع والتبرير. كان علي سفرائنا أن يعقدوا مؤتمرات صحفية عالمية يومية للصحفيين والإعلاميين في كل دول العالم, ويلتقوا بالمسئولين وقادة الرأي والمثقفين لوضعهم علي حقيقة الموقف كما هو من دون رتوش, حتي يقطعوا الطريق علي وسائل الإعلام المنحازة التي تنقل الأحداث من زاوية واحدة, وتبرر عنف الجماعة الإرهابية وتطالبنا بإطلاق سراح المعزول والتفاوض علي دماء الضحايا. كان عليهم أن يصدروا البيانات الصحفية, ويعقدوا الندوات في الجامعات والمنتديات الفكرية ويعرضوا ما لديهم من الصور والأفلام التي تثبت تورط الإخوان المتأسلمين في تخريب مصر وإشاعة أجواء الفوضي وعدم الاستقرار في معارض يدعي إليها العامة قبل الخاصة. كان علي دبلوماسيينا أن يثوروا علي التقاليد القديمة وأن يبتكروا أساليب جديدة للتعامل مع الحدث غير العادي الذي تمر به مصر, وأن يلعبوا دورا أكثر إيجابية في مواقعهم من منطلق إحساسهم بالمسئولية تجاه شعبهم, وتجاه ثورته التي أطاحت بحكم الفاشية الدينية. كان علي سفاراتنا أن تشكل وحدات إدارة أزمة كل في البلد الذي يعمل به للرد علي ما ينشر وما يبث من أكاذيب في وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية ممن يتبني أجندات تسعي للنيل من سمعة مصر شعبا وحكومة. كان عليهم أن يخلعوا رداء الدبلوماسية التقليدي وأن يخوضوا الحرب الإعلامية التي فرضت عليهم بأساليب تتناسب مع ما يحاك لمصر من مؤامرة غربية أسهمت فيها قنوات مشبوهة وأقلام مسمومة وسيل من الأكاذيب والافتراءات. الأزمة التي نعيشها تحتم علينا جميعا أن نتصدي للمحنة وأن نواجهها بكل السبل المشروعة كل في موقعه وألا ننتظر التعليمات المركزية. قليل من الجهد الدبلوماسي كان كفيلا بتحويل الموقف لصالحنا عالميا..فانظروا ما أنتم فاعلين.