يغض النظر عما تراهن عليه جماعة الإخوان والحركات الإسلامية المنبثقة عنها من خلال اعتصامها في رابعة العدوية, فقد أثبتت الجماعة وأنصارها حتي اللحظة فشلا ذريعا وكاملا سواء علي الصعيد السياسي أو الاقتصادي, نظرا لعدم قدرتها من ناحية علي التعامل مع الوقائع الجديدة علي الأرض سواء المتعلقة بالعدالة الانتقالية, أو المشاكل السياسية والاقتصادية أو الاجتماعية, وغيرها من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تهم المواطن البسيط والذي يدفع الثمن نتيجة هذا الفشل من ناحية أخري. ورغم ذلك مازالت هذه الأحزاب وتلك الحركات تصر علي تكرار أخطائها, فهي من ناحية لا تعرف كيف تلعب دور المعارضة وتكون الند المنافس والمراقب والناقد البناء للحاكم, ومن ناحية أخري لا يمكنها لعب دور الحاكم الذي يدير دولاب الدولة, لأنها تعتمد في سياستها علي التضليل والكذب والخداع. هذه السياسة المضللة أو صلتهم إلي درجة الإفلاس وجعلتهم أما عبيدا لدول بعينها, أو ظلا للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين, حيث لم يعد هناك أي ضابط وطني, أو سياسي, أو ديمقراطي, أو حتي ديني يضبط سلوكها أو تحركها أو حتي برامجها, وكل ما تتغني به هو شعارات زائفة تدل علي فشلها الذي يعمل علي تدمير الإنسان المصري من خلال المزيد من الكذب, والتضليل, ورجم الآخرين واتهامهم نتيجة فشلها. واقع الحال أن الفشل والإخفاق الناتج عن الكذب والتزوير والخداع والذي كان سبب التراجع والمعاناة لجماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي, لم يعد سببا كافيا لرجم الآخرين واتهامهم وتخوينهم, لأنه أصبح شيئا أساسيا في برامجهم وحياتهم التنظيمية. ولكن السبب الرئيسي للفشل هو الخلافات الحادة وعدم الانسجام والتوافق, والاختلافات التي تعاني منها تلك الأحزاب والحركات, الأمر الذي أبعدها تماما عن القضية الوطنية وطموح الشعب المصري عقب الثورة, وجعلتها تبحث عن شماعة للأخطاء تعلق عليها تلك الاختلافات حتي لا تعترف بالفشل من خلال التباهي بالكذب والخداع وتزوير الحقائق, والتضليل, وخداع البسطاء. بل نسيت تلك القوي أن الجماهير باتت تعرف أن الكذب والخداع والغش لا يمارسه إلا الذين لا يفارقهم الفشل ويلاحقهم ويرتبط بهم في كل المراحل ليصل بهم بهم إلي حقيقة أمرهم, وهو أن الكذب لن يصدق مهما برعوا في تزيينه وتحجميله. ورغم ذلك نجد أن تلك التيارات الفاشلة في تجاربها السياسية, غير قادرة علي التعامل مع الآخر, والاعتراف بحقه في الحياة والعمل والإبداع, تصر علي أخطائها وكذبها والتشويه الذي تعتمد عليه كسياسة ثابتة, وهي جاهزة لأن تعرض الأمة وأمنها للخطر مقابل استمرارها وبقائها بشكلها المخادع والكاذب الذي خدع الناس به من خلال الأزمات التي يعيشها الوطن, حيث أطلقت الوعود الكاذبة التي أدرك بعدها أبناء هذا الشعب الطيب, أنها لم تكن إلا صور من الكذب والغش والخداع لأجل تحقيق, جماية أهداف ومصالح الوطن والشعب أبعد ما تكون عنه تلك القوي. لذلك بات من الضروري أولا أن تكون هناك عمليات تقييم ونقد ذاتي من قبل هذه الحركات لنفسها, وأن تتوقف عن الكذب والخداع بل تتجاوز هذا وتنتقل إلي مرحلة الشجاعة والجرأة علي قول الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة, وأن تعترف بالفشل الذي لازمها وتبحث عن أسبابه وتداعياته, أولا من أجل إثبات مصداقيتها أمام الشعب واكتساب احترامه بعد أن خسرته, وثانيا حتي تستطيع اكتساب التفاف الجماهير حولها مرة أخري وتكون قادرة علي تنفيذ برامجها وصاحبة قرار, وهذا سيساعدها علي اتخاذ القرارات السليمة التي تخص الأمة المصرية, والتصدي للمشكلات, والمساهمة في عملية التنمية بدلا من البحث عن الأوهام والكذب وتزييف الحقائق والتغريد خارج السرب. نعم كفي كذبا وخداعا وتعالوا إلي كلمة سواء بيننا لمراجعة أقوالكم وأفعالكم بعقل وموضوعية وشجاعة, لأن الاستمرار في الكذب والخداع لن يحقق ما يريده المصريون, فلن يستمر المخدوعون في رابعة العدوية والنهضة إلي ما لا نهاية, لأن الحقيقة ستصل يوما ما إليهم وستكون ردة الفعل قوية وقاسية, فلماذا لا يتم مصارحة الشعب بفضائح الكذب والغش ليعرف الحقيقة كاملة. فهل أنتم جاهزون للاعتراف بالفشل الذي وصلتم إليه من صنيعة أياديكم؟