شهدت دول القرن الإفريقي، التي تعد فريسة لأزمات إنسانية حادة جراء موجة من الجفاف الشديد، أزمة إنسانية جديدة يعاني منها 12 مليون شخص. وذكر راديو "إفريقيا 1" اليوم الإثنين، أن إثيوبيا شهدت عامي 1984 و1985 مجاعة جراء موجة الجفاف والصراعات المعادية لنظام "منجيستو هايليه ماريام"، حيث راح ضحية هذه المجاعة مليون شخص لاسيما في منطقة "ولو" في الشمال، وفقا لمنظمة الأممالمتحدة. وأضاف الراديو أن أديس أبابا شهدت عامي 1973 و1974 مجاعة أخرى في المنطقة نفسها راح ضحيتها 200 ألف شخص. وفيما يتعلق بالصومال، انغمست البلاد في حالة من الفوضى والمجاعة، والتي راح ضحيتهما نحو 220 ألف شخص عقب سقوط نظام الرئيس "محمد سياد بار" أمام المتمردين عام 1991 والحرب الأهلية المدمرة التي لحقت بها. واوضح الراديو أن الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالأممالمتحدة سارعت الى تقديم المساعدات لسكان الصومال ضحايا المجاعة والمعارك، حيث تعد دائما فريسة للحرب، كما أن مؤسساتها الانتقالية تواجه تمرد حركة الشباب الإسلامية. وفي السودان، ضربت المجاعة الناجمة عن الجفاف عام 1997 والمعارك التي جعلت من المستحيل زراعة الأراضي، نحو مليون شخص من سكان منطقة الجنوب، كما يوجد نحو 350 ألف أخرين مهددون في منطقة "بحر الغزال"، وفقا لمنظامات إنسانية. وتسببت موجة الجفاف وضعف المحاصيل وغياب الأمن في أزمة إنسانية في منطقة دارفور (غرب السودان) عام 2003، بالإضافة إلى الصراع المشتعل بين متمردين محليين ومليشيات موالية للحكومة والتي تسببت في تشريد مئات الآلاف الفارين إلى تشاد. يذكر أن القرن الإفريقي شهد أربع موجات جفاف بين عامي 2000 و،2006 حيث توفي 10 ملايين شخص في إثيوبيا عام 2000، كما ضربت هذه الموجة كينيا والصومال وإريتريا وأوغندا وجيبوتي والسودان. وهددت موجة الجفاف عام 2006 شمال كينيا وجنوب إثيوبيا والصومال. وكانت الأممالمتحدة قد اشارت في وقت لاحق إلى وقوع أشد أزمة إنسانية عرفتها إفريقيا منذ عشرين عامًا، حيث تضرب موجة الجفاف 12 مليون شخص في منطقة القرن الإفريقي، حيث أعلنت الصومال وجود مجاعة في منطقتين.