بعد أن قضينا يوما هادئا مع المعتصمين فى أكاديمية البحث العلمى، فجأة وبدون مقدمات، تحولت أكاديمية البحث العلمى إلى ساحة جدال عنيف، تطور إلى حد التشابك بالأيدى وبالكراسى بين المعتصمين داخل أكاديمية البحث العلمى من أوائل الخريجين وحملة الماجستير والدكتوراة من ناحية، وموظفى وأمن الأكاديمية من ناحية أخرى. "بوابة الأهرام" رصدت ما جرى اليوم وتوصلت إلى وجود روايتين ولكل صاحب رواية منهم مبرراته ودوافعه وراءها. الرواية الأولى كانت من قبل المعتصمين، حيث أكدوا أنهم صعدوا لترديد الهتافات أمام مكتب وزير التعليم العالى ورئيس أكاديمية البحث العلمى، مثلما يحدث بشكل يومى كنوع من الضغط السلمى لتنفيذ مطالبهم دون أن يتعرض لهم أحد من الأكاديمية، ولكنهم فوجئوا اليوم بمحاولة أمن الأكاديمية وبعض من موظفيها بالتلاسن والسب، ثم تطور الأمر الى اشتباك بالأيدى فى الكوريدور الذى يفصل ما بين قاعة المؤتمرات الرئيسية "مقر الاعتصام" ومقر مكتب رئيس الأكاديمية. وأوضح الدكتور شحاتة الشيخ المتحدث الرسمى باسم حملة الماجستير والدكتوراة، أنه تم التعدى على زميل لهم وهو الدكتور أحمد قطب، مما أدى إلى كسر نظارته وكسر عدد من أسنانه، وإصابة عدد من المعتصمين بحالات هبوط.. مما أدى إلى استدعائهم للإسعاف داخل الأكاديمية. الأمر الذى أكده البيان الذى أصدره المعتصمون ووصف الواقعة كما يلى: "لقد انهال البلطجية علي المعتصمين بالكراسي مما أسفر عن كسر سنة الدكتور أحمد قطب وجراح طفيفة في وجهه مع تهشيم نظارته الشخصية، أما الدكتور محمد العريان فقد أغمي عليه وسقط طريحا على الأرض أنفاسا تدخل وأنفاسا تخرج إلى أن تأتي الإسعاف لنقله". أضاف البيان: "يرى المعتصمون أن هذه الموقعة التى سموها "موقعة الكراسى" علامة نجاحهم وأول مدارج الفوز بعد اعتصامهم وإضرابهم عن الطعام وهى فى نفس الوقت مؤشر على انتهاء رصيد الدكتور ماجد الشربيني، رئيس الأكاديمية وعمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي، وصفارة وكارت أحمر لكليهما". الرواية الثانية سردها لنا الدكتور ماجد مصطفى الشربينى رئيس أكاديمية البحث العلمى فى اتصال هاتفى، وشرح ما حدث اليوم كالتالى: "فوجئت اليوم بمحاولة المعتصمين اقتحام مكتبى داخل الأكاديمية، مما استدعى الموظفين والأمن للتصدى لهم كرد فعل عادى". أضاف: لو كان حقيقيا أننا حاولنا الهجوم عليهم لكان قد حدث ذلك داخل قاعة اعتصامهم، ولكن العكس هو ماحدث والاشتباك وقع داخل الجناح الذى يوجد به مكتبى، وما فعلوه اليوم هو محاولة فتح باب مكتبى بالعافية وضربوا 4 موظفين وقطعوا ملابسهم، وإحنا عندنا فى الأكاديمية أكثر من 2000 موظف وأسلوبنا ليس الهجوم وهو ما حدث منذ بداية اعتصامهم منذ 20 يوما، وأنا أحاول منع حدوث أى احتكاك بين الموظفين والمعتصمين". النتيجة فى النهاية، روايتان متناقضتان، كل مقتنع بمبرراته ودوافعه، ويبقى الحكم فى يد الشرطة التى أتت بعد إبلاغها بالواقعة من قبل الطرفين.