غزو لم تعتاد عليه مدينة بني سويف الهادئة من قبل التوك توك، جاء مباشرة في قلب المحافظة عقب قيام سائقيه بعمل موقف عشوائي لهم، بشارع صلاح سالم أمام مبنى الجامعة، ومحمع المدارس الفنية بالمدينة العاصمة، حيث زادت السلوكيات والتصرفات العشوائية. يقول بدر محمد موظف بأنه لم يتوقع أن يرى التوك توك داخل عاصمة المحافظة، ويحول أرقى المناطق بها إلى منطقة فوضى تعج به وبسائقيه، الذين يتبادلون الشتائم والسباب والسير بعشوائية، مسببين جميع أنواع الحوادث، وكذلك السرقات فضلًا على تشويه المظهر الحضاري لمدخل بني سويف الشمالي. أما وائل سيد مدرس فيري أن التوك توك منذ ظهوره تسبب في العديد من حوادث السرقة وسجلات الشرطة مليئة بتلك الوقائع في محاضر الأهالي ضد تلك السرقات، وبالطبع لا يستطيع أحد تحديد هوية الخاطف فجميع هذه المركبات غير مرخصة، ولا تحمل لوحات معدنية. ويشير عمرو عثمان موظف إلى قيام سائقي التوك توك بالعمل في اتجاهين الأول توصيل الأهالي إلى المناطق التي لا يستطيع التاكسي أو السرفيس دخولها، ولكن الأخطر هو عندما يعكس الأمر أي عند توصيل القاطنين في تلك المناطق إلى الأماكن المهمة داخل المدينة مثل محطات القطار أو الجامعة، وتتحول معها تلك الأماكن إلى مواقف عشوائية، وترى المشاجرات لا تتوقف هناك بسبب رفض أصحاب التاكسي والميكروباص للتوك توك وسائقيه، الذين يرون أن سائقي التوك توك يزاحمونهم فى أرزاقهم، خاصة أنهم يدفعون للدولة رسوم التراخيص والمواقف والضرائب ورخص السير لتوصيل زبائنهم التي احتلها قائدو التوك توك بممارساتهم للبلطجة. ويقول إبرام جرجس صاحب محل، كثير من الأهالي في الريف يتقاولون مع التوك توك لتوصيلهم من قريتهم إلى المدينة عندما يتوجهون لأبراج الأطباء أو المستشفيات والعودة، لنجد المئات من تلك المركبات المجنونة تملأ شوارع المدينة، الأمر الذى يحتاج لبتر تلك الظاهرة السرطانية، قبل أن تتحول المحافظة بأكملها إلى منطقة عشوائية لا تعلو فيها كلمة سوى كلمة التوك توك. ومن جانبه أكد العميد حسام الشايب مدير إدارة المرور أن الشرطة في حملات مستمرة للقبض على التوك توك وقائديه حتى يتم القضاء على تلك الظاهرة. وأضاف الشايب أن التوك توك سيتم ترخيصه قريبًا وفقًا لتعليمات الوزارة، وسيتم ذلك عقب موافقات مجلس الوزراء، والمهندس شريف حبيب محافظ بني سويف، والذى يدرس أمر التراخيص في ظل غياب المجالس المحلية، وأكد مدير إدارة المرور أن خط سير التوك توك سيكون في القرى والمناطق النائية فقط، ولن يسمح له بالسير داخل المدن والشوارع الرئيسية حفاظًا على الشكل الحضاري للمدن.