تباينت تعليقات الصحف العالمية في تغطيتها لأحداث ميدان التحرير التي وقعت أمس، حيث ركزت بعض الصحف خاصة الإسرائيلية على استخدام العنف من قبل الشرطة، وربطت بين تشابه تعامل الشرطة أمس مع المتظاهرين وتعاملها خلال أحداث ثورة 25 يناير، وأبرز بعضها استخدام الكمامات من قبل المتظاهرين بينما ربطت أخرى بين أحداث العنف وتأجيل محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بتهمة قتل المتظاهرين. صحيفة الجارديان البريطانية ربطت بين أحداث التحرير الأخيرة وتأجيل محاكمة حبيب العادلى، حيث ذكرت أن أحداث العنف الأخيرة جاءت بعد تأجيل محاكمة، وزير الداخلية الأسبق، بتهمة قتل المتظاهرين المؤيدين للتغيير في مصر هذا الأسبوع، بدون سبب معلن للجمهور. وقد ركزت الصحيفة على جملة قالها مصطفى حسين "30 سنة"، ناشط سياسي بميدان التحرير: استبدلنا حبيب العادلي بآخر"، وذلك تعليقا على الاشتباكات بين الشرطة وأهالى الشهداء التى وقعت ليلة أمس بميدان التحرير، وقيام الشرطة بإلقاء قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم. وأضاف :وزارة الداخلية عادت إلى سابق عهدها في أيام مبارك. كما أشارت صحيفة النيويورك تايمز في تغطيتها لأحداث الشغب التي وقعت بميدان التحرير إلى أن المحتجين استخدموا الكمامات لتفادي القنابل المسيلة للدموع التي كانت تطلقها الشرطة عليهم، وردا عليهم قام المحتجون بإلقاء الحجارة على سيارات الشرطة، وهو ما جعل قوات مكافحة الشغب تتراجع. وأضافت الصحيفة بخبث شديد أن الهتافات عادت لميدان التحرير مرة أخرى فبعد أن كانت "الشعب يريد إسقاط النظام" في يناير وفبراير، أصبحت الهتافات يومي الثلاثاء والأربعاء من الشهر الجاري "الشعب يريد الإطاحة بالمشير. أبرزت صحيفة الإندبندنت أن أحداث التحرير الليلة الماضية هي الثانية بعد تخلى مبارك عن منصبه حيث قالت الصحيفة أن القوات المصرية اشتبكت مع المحتجين بوسط القاهرة لليوم الثاني على التوالي في مشهد غير مسبوق منذ الإطاحة بحسنى مبارك في فبراير الماضي. وركزت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على أن الشرطة المصرية أطلقت قنابل مسيلة للدموع على الشباب المحتجين بميدان التحرير وأضافت الصحيفة أن وزارة الداخلية المصرية اتهمت المحتجين بميدان التحرير بأنهم يسعون إلى التخريب وإثارة الشغب في أولى أعمال العنف التي شهدها الميدان منذ الإطاحة بمبارك. وادعت الصحيفة الإسرائلية أن هناك الكثيرين (دون أن تحددهم) يطالبون المشير محمد طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحكم مصر الآن بالتنحي عن منصبه دون أن تنقل هذا الكلام على لسان أي مصدر. كما أشارت الصحيفة إلى أن حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، قد حكم عليه بالسجن بتهم فساد، لكنه مازال هو ومسئولين آخرين يحاكمون بتهم قتل المتظاهرين، وكانت سيارات الشرطة تحاصر المتظاهرين خلال جلسة محاكمته يوم الأحد الماضي. لفتت الصحيفة الإسرائيلية في عنوان تغطيتها لأحداث الشغب بميدان التحرير يومي الثلاثاء والأربعاء إلى استخدام قوات الشرطة العنف والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين، حيث ذكرت أن قوات الشرطة استخدمت القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه والذخيرة الحية لقمع المتظاهرين خلال 18 يوم من الثورة المصرية قبل أن تصدر أوامر بإنسحابها من الشوارع، وتسليم مبارك السلطة للمجلس العسكري، وهي الطريقة نفسها التى تم استخدامها لقمع المتظاهرين أمس، رغم أن الشرطة لم تستخدم أى أساليب عنف ضد المتظاهرين إلا في يوم "جمعة الغضب" الذي انسحبت فيه قوات الشرطة.