تواجه آثار قرية الدير أو دير البلاص خطر الاندثار، فرغم أن المنطقة الأثرية الواقعة خلف المدافن والقريبة من الجبل بها حراس وخفراء إلا أن الأهالي يلقون القمامة ويجعلون من بعض أحجارها حظائر للبهائم. والمثير أن هيئة الآثار لا تضع لوحات إرشادية للتعريف بهوية المكان الواقع في قرية المحروسة غرب مدينة قنا، والمثير للدهشةأن مفتشي الآثار يرفضون إعطاء أي معلومة بحجة أن هذه أوامر الدكتور زاهي حواس، رئيس المجلس الأعلى للآثار. الأكثر دهشة هو عدم وجود وعي بأهمية الآثار، ويقول محمد جابر( 55 عاما) ل"بوابة الأهرام". وهو أحد سكان القرية "دي آثار الناس الكفرة اللي كانوا ساكنين دندرة". ويعتقد الأهالي أن هذا المكان كان مركزا لصناعة الفخار لتقديمه للعمال الذين كانوا يقومون ببناء معبد دندرة. ويفرح أهالي القرية كما يقول محمد جابر بالأمطار جدا، وذلك لأن المطر سيظُهر لهم كنوز الأرض الأثرية. وقال الأثري شاذلي دنقل : عدم معرفة أبناء الصعيد بأي معلومة عن آثارهم تمثل جريمة في حق الوطن، ومن المفترض أن تكون هناك لوحات إرشادية للمكان الأثري، فمن العيب أن تكون تلك الأسوار الطينية بدون معلومة تحدد هويتها سواء كانت رومانية أو فرعونية، الغريب أن التبة الطينية والسراديب التي تحولت إلى مرتع زبالة، توقفت البعثات الاثرية عن التنقيب في جنباتها منذ سنوات، رغم أن بعض البعثات الأجنبية عثرت منذ سنوات على مخطوطات طبية في إحدى القرى التابعة لها. وأضاف الأثري شاذلي دنقل متسائلاً لماذا لايوجد بها أسوار تمنع وصول البهائم إليها؟ ولماذا لاتتكلف هيئة الآثار وضع لوحات إرشادية أثرية في جنباتها؟ ولماذا يجعلنا نحن أبناء الصعيد نستقي معلومتنا من العجائز؟ فليس هناك ;كارثة أكبر من وجود بهائم ترعى في جنبات الآثار بالصعيد، فمن المؤسف أن البهائم صارت جزءا من تاريخ وآثار الصعيد العظيمة.