توافق يكاد يكون بمثابة المعجزة في تاريخ السودان السياسي، أن يجتمع 100 حزب سياسي مع 30 حركة مسلحة لأول مرة منذ قرابة 60 عاما في حوار وطني "سوداني – سوداني" دعا إليه الرئيس عمر البشير منذ قرابة 4 أشهر في مبادرة للم شمل كافة طوائف الشعب السوداني للتوافق حول المسيرة الوطنية والتوحد حول الوطن بعيدا عن الصراعات التي أثرت سلبا على تقدم السودان في كافة المجالات. ورصدت موفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم خلال جولتها بأروقة وقاعات مؤتمر الحوار الوطني السوداني المنعقد بقاعة الصداقة بالخرطوم مدى جدية الحوار الذي يشارك فيه مختلف التوجهات من القوى والأحزاب السياسية والحركات المسلحة والذي تمكن من تحقيق نتائج ايجابية وفقا لمسئول الحوار السوداني الدكتور هاشم على سالم مما سيساهم في تشكيل جديد لمسيرة هذا البلد الشقيق. وبسؤال الدكتور سالم عن ما تم في الحوار الوطني الذي قارب على نهايته، قال إنه تم الخروج بتوصيات إيجابية ستقدم الأسبوع القادم للجنة التنسيقية العليا للحوار المعروفة اختصارا بآلية ( 7+7) برئاسة الرئيس البشير بإجماع بلغت نسبته 95 % . وقال سالم في حواره " إن نجاح الحوار الوطني في الفترة الوجيزة فاق كل التوقعات ، والتجربة السودانية في هذا الصدد تصلح لحل المشاكل الأفريقية والعربية ، لافتا إلى أن النتائج الإيجابية التي وصلنا إليها تأتي بفضل إتاحة الحرية المطلقة للجميع ولأن الحل جاء من السودانيين أنفسهم دون تدخل من أحد. وأوضح أن الانطباعات الخارجية لسفراء الدول والوفود العربية والأجنبية التي كانت تتابع مجريات الحوار الوطني عن قرب في جميع القاعات جميعها كانت ايجايبة، حيث أشاد الجميع بقدرة السودانيين على نجاح الحوار والخروج بتوصيات في 4 أشهر فقط . ونوه بأن مخرجات لجنة العلاقات الخارجية لدول الجوار أكدت على التركيز على العلاقات الاستراتيجية مع دول الجوار السوداني وخاصة مصر الشقيقة، حيث تم الاتفاق على أن يكون النهج هو فتح آفاق التعاون مع جميع دول العالم طالما هناك مصالح مشتركة. وأكد أننا نعد حاليا دستورا دائما للبلاد سيحمينا ويحمي مصالح الوطن وسيكون الخط الأحمر لأي شخص يحكم لأنه ولأول مرة ستكون لدينا ثوابت وطنية صنعنها بأيدينا، لافتا إلى أن الحركات المسلحة وضعت السلاح ودخلت الحوار الوطني بمبادرة من الرئيس البشير دون أي ضمانات. وأضاف مسئول الحوار الوطني أن اللجان ال 6 للحوار ( الهوية والثقافة ، السلام والوحدة ، وقضايا الحكم وإنفاذ مخرجات الحوار، والعلاقات الخارجية ، الاقتصاد، والحقوق والحريات) قدمت توصياتها على شكل مصفوفة لتسهل اتخاذ القرار على الجمعية العمومية ، موضحا أن المشاركين في الحوار يمثلون نحو 90 % من الشعب السوداني بمختلف فئاته وأن القرارات التي ستتخذ تعهدت الحكومة السودانية برئاسة البشير بتنفيذها. وأكد سالم، أن الحوار مفتوح ومستمر مع جميع الأطراف حتى القليلة المعارضة للحوار ومنها حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدى فضلا عن الحركات المسلحة المنتمية لقطاع الشمال التي تتفاوض معها حاليا الحكومة السودانية في محاولة لحثها على الانضمام لمسيرة الحوار بما يعود بالنفع على البلاد، منوها بأن نتائج الحوار كاملة على موقع إليكتروني باللغات الثلاث( العربية والانجليزية والفرنسية ) ومسجلة في 550 ورقة علمية. ونوه الدكتور سالم بأنه يجري حاليا ترتيبات وسط آلية الحوار التنسيقية العليا لجنة (7+7) لعقد لقاء مع الرئيس عمر البشير خلال الأيام القليلة المقبلة بعد تسلم توصيات اللجان كافة من الأمانة العامة تمهيدا لانعقاد الجمعية العمومية لاجازة تلك التوصيات.