قال الدكتور شوقي علّام، مفتي الجمهورية: إن قضية التطرف من القضايا المهمة، التي ينبغى أن تُبحث من خلال مراكز بحث علمية، تستقصي الأسباب والجذور، لأن التطرف يُلصق بالدين الإسلامي، والدين منه براء.. والسبب أن مجموعة من الإرهابيين المجرمين انتهجوا سلوكا بتأويلات فاسدة، لتبرير جرائمهم، وكأن تصرفاتهم من الدين، وقد حُسبت حسابا خاطئا على الكثير من المسلمين، فأدخلت المسلمين في سلة واحدة مع هؤلاء. وأضاف علّام، في ندوة "الأزهر في مواجهة التطرف والإرهاب"، اليوم الإثنين، بالقاعة الرئيسية، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ال47، أن الأزهر يتمتع بمنهجية الاعتدال، وبعض الدراسين في الأزهر شردوا وصاروا إرهابيين، وهناك من تشدد، فابحثوا عن الأسباب، فهناك من قد يكون جسده في الأزهر، لكن قلبه وعقله في التطرف. وأوضح علّام أن هناك بعض العوائق التي تقف ضد تجديد الخطاب الديني، ومنها أن البعض لا يفهم معنى تجديد الخطاب الديني، فيأتي إلى الثابت، ويريد زعزعته، موضحًا أنه ضد حذف أي شيء من التراث الإسلامي، حتى لو أنه لا يلائم العصر. واستعرض الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، أربعة محاور، للتعريف بدور الأزهر الحقيقي، في رأيه، المحور الأول المنهج التعليمي الأزهري ودوره في مواجهة الإرهاب والتطرف، والمحور الثاني انفتاح الأزهر على العالم، والمحود الثالث التطوير ومواكبة العصر ومواجهة الإرهاب، والمحور الرابع، إجراءات معاصرة في مواجهة الإرهاب، من خلال كيفية التعامل مع مع داعش وبوكو حرام، والجمعيات الإرهابية، وغيرها. ورأى الهدهد، أن الأزهر لا يتناحر مع المثقفين ولا مع أية جهة كانت، وما يحدث من دعاوى حبس المثقفين، والمفكرين الأزهر بريء منها، كحبس إسلام بحيري، وفاطمة ناعوت، وغيرهما، موضحًا أن الأزهر لا يحرك دعاوى ضد أحد. وانتقدت الكاتبة سلوى بكر، في تعليقها، خلال الندوة، مؤسسة الأزهر، وتساءلت: لماذا يغض الأزهر الطرف عن الفساد، والاستبداد السياسي؟ وأين الأزهر مما يحدث الآن؟ ولماذا لا يكفر الأزهر داعش؟ مشيرة إلى أن حال الأمة لن ينصلح مادام الأزهر لا يُعبر عن الناس. وبالإجابة عما طرحته "بكر" قال الهدهد: إن الأزهر وقف مع المصريين عند قيام ثورة 25 يناير، ولم يتخل عن الشعب يومًا، وبالنسبة لتكفير داعش، رأى أنه من غير المعقول أن نكفر أحدا. وبسؤاله عن التطور السلبي في مؤسسة الأزهر، مقارنة بالسابق، قال الهدهد: كونوا مع الأزهر لأنه حين كان الأزهر موجودًا بقوة، لم تتطور الأوضاع سلبًا بهذا الشكل.