"المتسلفون" يكفرون 90% من المسلمين ويحاربون "الأزهر" و"الأوقاف" و"الشيعة".. دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الدينى "محلك سر".. ووجدت في إيران 25 مليون سني شافعي لا يسأل عنهم أحد. وصف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، التيار السلفى ب"الرحم الخبيث التي أخرجت كل تنظيمات الإرهاب"، وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابى، مشيرًا إلى أن "السلفيين أساس دعاوى التكفير، وحماقات الإرهاب، ويجب مواجهتهم لتجفيف منابع التطرف". وقال "كريمة"، في حوار ل"البوابة"، إن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتجديد الخطاب الدينى "لا تزال محلك سر"، مرجعًا ذلك إلى أن "الذين يتاجرون ويزايدون بهذه الأولوية المركزية للأمة، ليسوا على دراية بالمفاهيم اللازمة لتجديد الخطاب الدينى". ■ كيف ترى تأثير دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني؟ - على الرغم من دعوة الرئيس، ومطالبات العلماء منذ سنوات طويلة بضرورة تجديد الخطاب الديني، يبقى الأمر "محلك سر"، والمؤسف حقًا أن الذين يتاجرون ويزايدون بهذه الأولوية المركزية للأمة، ليسوا على دراية بالمفاهيم اللازمة ل"تجديد الخطاب الدينى". ■ ماذا تقصد بالمفاهيم اللازمة ل"تجديد الخطاب الدينى"؟ - تجديد الخطاب الدينى ينقسم إلى ثلاثة محاور رئيسية هي: خطاب الإسلام، وخطاب المسلمين، والخطاب الدينى الذي يجمع بينهما، وعليه فإن التجديد يحتاج إلى فهم نص القرآن الكريم، والمعرفة ب"الأحاديث الصحيحة"، وكذلك القدرة على الاجتهاد في ضوئهما. ■ بينما يُعوّل على الأزهر في تجديد الخطاب، ثمة انتقادات حادة للجامعة بأن خطابها "رجعى" أو غير مناسب، ما تعليقك؟ - ألتمس لمن يوجهون النقد إلى الأزهر ألف عذر، فهناك تراجع في المستوى العلمى للخريجين، وفصول دراسية يمكن حذفها بالكامل، دون أن يتأثر مستوى الطالب بالسلب. بعض المناهج الأزهرية يتطرق إلى توزيع الغنائم في الحرب، وبعضها يتحدث عن الجزية، وهناك في النصوص الأدبية مقاطع تزعم أن الصحابة وقعت بينهم حالات سب وقذف. هذا خلل كبير علينا أن نعترف بوجوده حتى نتمكن من استئصاله، وعلينا أن نبدأ بممارسة النقد الذاتى على الفور، حتى نصلح الاعوجاج ونعيد الأزهر إلى "مكانه" لتجديد الخطاب الدينى بما يتناسب مع القرن الحادى والعشرين. ■ ننتقل إلى ملف آخر، ماذا عن خلافك مع التيار السلفى والتيار الإسلامى بشكل عام؟ - لو نظرت إلى سلوك السلفيين، أو بالأحرى "المُتسلفة"، ستجد أنهم يكفرون 90٪ من المسلمين، ويخاصمون الأزهر، والأوقاف، والتبليغ، والصوفية، وهذا الفكر المتطرف يتجلى في كتاب "المنهج الأشعرى" للدكتور "سفر النحو". أما أتباع التيارات الإسلامية الأخرى، فهم "راغبو سلطة" يبحثون عن الغنائم، ويتحينون الفرص لانتهازها، فالإخوان عقدوا صفقات مع الرئيس الأسبق مبارك ثم انقلبوا عليه، وتاريخهم يشهد على أنهم وصوليون ومنتهزو فرص. إن دعوة الإسلام هي دعوة وحدة لا فرقة، مصداقًا لقوله تعالى "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شىء". العالم الإسلامى أصبح يحكمه ثالوث من السنة والشيعة والإباضية، وكل منهم يروج لبضاعته وإسلامه يكفر الآخر. ■ زياراتك إلى إيران دائمًا ما تثير الجدل لدى التيار السلفى، ماذا عن هذه الأزمة؟ - ذهبت إلى إيران، فوجدت هناك قرابة 25 مليون سنى شافعى لا يسأل عنهم أحد، وقدمت لهم محاضرات لمدة أسبوع، واهتممت بتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم، وحين رجعت إلى مصر، فوجئت بأن السلفيين يشوهون صورتى ويلقون على تهمًا كاذبة مزورة. ■ إذا تحدثنا عن مواجهة الإرهاب، كيف يمكن تجفيف منابع التطرف؟ - إننى أعتقد أن تجفيف منابع الإرهاب لن يتأتى إلا بالقضاء على "السلفية"، فكل دعاوى التكفير، وكل حماقات الإرهاب، تخرج من هذه الرحم الخبيثة، وأنا أجزم بأن تنظيم «داعش» الإرهابى خرج من "رحم السلفية"، التي تبدأ بالدعوة ثم تقوى شوكتها فتخوض غمار السياسة، ولا يجب أن ننسى أن السلفية الجهادية تعتبر قرينًا ل"داعش» و"القاعدة" وما على شاكلتهما من تنظيمات "إرهابية". من النسخة الورقية