أعطى رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان الضوء الأخضر لصياغة دستور جديد وتأسيس نظام رئاسي في البلاد، تزامناً مع تصاعد القلق وحالة من عدم الارتياح في صفوف حزب العدالة والتنمية، لاسيما وأن هذا التوجه قد ينتهي بنتيجة سلبية تؤثر على مستقبل الحزب الحاكم، حتى أن عدداً من نواب الحزب بدأوا يرددون بأنه "ينبغي إعاقة تأسيس النظام الرئاسي الذي سيحمي أردوغان". وذكرت صحيفة آيدنلك التركية، في مقال اليوم، الأربعاء، أن أردوغان أطلق خلال الأسبوع الماضي حملة لإقناع الشعب التركي بتأسيس نظام رئاسي "قومي محلي"،إلا أن الوضع الحالي يؤكد أن أردوغان يواجه صعوبة شديدة في إقناع نواب حزبه الحاكم بهذا الأمر. ويواجه حزب العدالة والتنمية صراعا داخلياً، حيث يعمل بعض قياديي الحزب على تأجيل تأسيس نظام رئاسي في الفترة الحالية، وأغلب المعارضين لهذا التوجه هم من جبهة رئيس الوزراء وزعيم الحزب أحمد داود أوغلو. ومن بين المناهضين لهذا المسعى داخل الحزب الحاكم، بولنت آرينتش، وحسين تشيليك، وسعد الله آرغين، وسعاد كلج، والذين من المتوقع أن تتصاعد معارضتهم خلال الفترة القليلة القادمة بعد عقد لقاءات مع رئيس الجمهورية السابق عبد الله جول. ووفقًا للمعلومات الواردة من نواب حزب العدالة والتنمية المناهضين لسياسة الرئيس أردوغان، فقد أكدوا أنه من الآن فصاعدا سيصعب على أردوغان أن يسيطر على "الغليان" المتصاعد في صفوف الحزب الحاكم، لأن "مغامرة" تأسيس نظام رئاسي بدلاً من البرلماني قد تكون نتيجتها "كارثية" على مصير الحزب، ولا يمكن أن تكون نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة في الأول من نوفمبر الماضي ذات صلة بالموضوع، وبالتالي قد ينتهي هذا "الفيلم" بشكل سئ، بحسب وصفهم.