إيفيلين بورية سويسرية الجنسية، تبلغ من العمر 73 عامًا تقيم في مصر منذ عام 1965 ومنحها اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية المصري الإقامة لفترة طويلة لحين منحها الجنسية، في سابقة تحدث لأول مرة، يتدخل فيها الوزير لإنهاء إجراءات تجنيس سيدة أجنبية. من جهته، قال المستشار وائل محمد نبيه مكرم محافظ الفيوم في تصريحات صحفية الخميس إن اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية وافق على منح السويسرية إيفيلين بوريه، إقامة طويلة المدة، لحين النظر في منحها الجنسية. وأضاف أن السويسرية تقيم في مصر وتحديدًا قرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وأصبحت واحدة من أهالي القرية تمارس نفس طقوسهم وتتحدث بلهجتهم ورفضت العودة إلى سويسرا بعد طلاقها من زوجها المصري الشاعر سيد حجاب واستقرت بالمحافظة. وأشار المحافظ إلى أن السيدة السويسرية ساهمت في انتعاش حركة السياحة للقرية وكانت عامل جذب للزائرين للمنطقة، كما ساهمت في تعليم عدد كبير من الفتيات والسيدات صناعة الفخار والسجاد اليدوي. إيفيلين تعيش حياة فلاحي مصر البسطاء وعاشت في القرية رغم إمكاناتها الضئيلة منذ 50 عامًا تاركة بلادها الغارقة في الرفاهية، فقد كانت تعيش على مياه الطلمبات الحبشية التي تستخرج المياه من باطن الأرض وتضئ منزلها بموقد الكيروسين وقت كانت القرية غارقة في الظلام ولم تدخلها الكهرباء بعد. وإيفيلين خريجة فنون تطبيقية جاءت إلى مصر في أوائل الستينيات مع والدها الذي كان يعمل في مصر وتزوجت الشاعر سيد حجاب وحضرت لقرية تونس فانبهرت بالحياة البدائية بها، وقررت الإقامة فيها حتى بعد انفصالها عن زوجها كما أوصت بأن تدفن في حديقة منزلها بعد وفاتها. المثير أن السيدة السويسرية المسنة أصيبت مثلها مثل غالبية المصريين الذين يعيشون في القرى بالبلهارسيا وكذلك أولادها وتم علاجهم منها لكن كان أكثر ما يؤلمها هو عدم منحها الجنسية المصرية، مما كان يضطرها لتجديد إقامتها سنويًا الأمر الذي دفع أهل القرية وعددًا كبيرًا من المواطنين للتقدم بطلب للمحافظ ومدير الأمن لحل مشكلتها وتوصيل طلبها لوزير الداخلية، والذي بدوره استجاب وقرر منحها إقامة طويلة لحين إنهاء إجراءات الجنسية. أطرف ما قالته إيفيلين وبلهجة مصرية إنها تعشق الفول والفلافل وتستمع لفيروز وأم كلثوم وتشجع الزمالك وفريق المقاصة، وهو النادي الذي ينتمي لمحافظة الفيوم.