أكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن مواجهة الأيدلوجيات المتطرفة تحتاج إلى حرب فكرية يتعاون فيها علماء الدين مع المنظمات الدولية والإعلام وكذلك الأوساط الأكاديمية في مجال النشر والبحث، من أجل تفنيد تلك الأيدلوجيات وفضح أفكارهم الخاطئة، عبر إتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين واستضافتهم ودعمهم لتفكيك تلك الادعاءات الكاذبة والفهم المشوه لتعاليم الأديان. جاء ذلك في تصريح لمفتى الجمهورية نقله بيان لدار الإفتاء المصرية اليوم الأربعاء، عقب جلسة المباحثات المطولة التي عقدها فضيلته مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بجنيف وذلك في مستهل مشاركته في منتدى دافوس الدولي في شرق سويسرا. وقال إننا "في مصر نعالج قضايا التطرف الديني من منطلق رسالتنا الأساسية بأن الهدف الأسمي لكل الأديان هو تحقيق السلم العالمي". وأشار الدكتور شوقي، في مباحثاته مع بان كي مون ، إلي أن مصر خطت خطوات واسعة في محاصرة الفكر التكفيري، لافتا إلي أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية ولا يوجد مجتمع أو دولة محصنة بالكلية من جرائمه، مؤكدا أن مصر حذرت العالم من هذا الوباء مرارا وتكرارا ولم تجد دعوتها آنذاك آذانا صاغية. ونوه بضرورة التمييز بين رسالة الإسلام النبيلة التي تتمثل في الرحمة والسلام وبين المغالطات والممارسات التي ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين الذين يشوهون تعاليم الإسلام السمحة أمام العالمين، مشددا على أن جرائم الإرهابيين تتعارض كليا مع الجوهر الحقيقي لرسالة الإسلام والفهم الصحيح لتعاليمه. وأضاف مفتي الجمهورية أن "العالم أحوج ما يكون إلى منتديات تعين على حوار حقيقي نابع من الاعتراف بالهويات والخصوصيات، الحوار الذي يظل محترما ولا يسعى لتأجيج نيران العداوة والبغضاء أو فرض الهيمنة على الآخر، الحوار القائم على أساس التعددية الدينية والتنوع الثقافي، الحوار الذي أبدا لا ينقلب إلى حديث أحادي". وتابع: "أننا نعيش في فترة عصيبة تتميز بتصاعد الحملات الإعلامية العدائية ضد الإسلام والمسلمين من جهة، واستغلال بعض الأفعال التي تتنافى مع روح الدين الإسلامي الصادرة من الجماعات الإرهابية من جهة أخرى في ترسيخ صور نمطية عن الإسلام تختزله في ديانة تتبنى العنف وتحرض على التطرف وتعارض كل تقدم". كما أوضح أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف السياسي في العالم الإسلامي وخارجه ليس مرده إلى تعاليم الأديان ولكن لمجموعة معقدة من العوامل نحتاج لفهمها جيدا بشكل معمق حتى نعالج هذه الظواهر التي تهدد العالم أجمع. من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن فضيلة المفتى يعد أحد القيادات الدينية الإسلامية المشهود لها عالميا وعربيا وإسلاميا وتتمتع بقبول كبير في الأوساط العلمية والثقافية في العالم أجمع، مشيرا إلى امتلاك فضيلته لقدرات وإمكانات كبيرة للتواصل مع العالم، لافتا إلي أنه متابع جيد لكل ما يكتبه فضيلته في الإعلام العالمي عن قضايا الحوار والتعايش ومكافحة التطرف والإرهاب. ووجه دعوة مفتوحة لمفتي الجمهورية لإلقاء محاضرة عامة عن تعاليم الإسلام الصحيحة في مقر الأممالمتحدة بنيويورك في إطار سعي المنظمة لفتح قنوات مع القيادات الدينية المرموقة حول العالم. وثمن بان كي مون الدور الكبير الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في نشر الوعي الصحيح بالدين الإسلامي في الفترة الماضية، ودورها المؤثر والملموس في المجتمع المصري والعالم.