توقع المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة فى دراسة صادرة اليوم تزايد العنف العشوائى بالتزامن مع الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، مطالبًا الدولة المصرية بوضع استراتيجية بعيدة المدى لمكافحة هذا النوع من العنف، الذى ستكون له تداعيات أمنية سيئة خلال الفترة المقبلة. ووضع المركز فى الدراسة التى أعدها برنامج دراسات الحركات الإسلامية بعنوان" العنف المحتمل للتيارات الإسلامية فى ذكرى 25 يناير" تصورا محتملًا لموقف الاتجاهات الإسلامية من العنف فى الأيام القليلة المقبلة، كالتالى: أولا- جماعة الإخوان المسلمين : قد تنتهج " عنف التظاهر المحدود" ، وهو العنف الذي يمكن أن تقوم به جماعة الإخوان المسلمين خلال ذكرى يناير، حيث إن إمكاناتها الحالية وما تُعانيه من تضييق أمني وحظر لنشاطها، وتعدد حالات الانقسام والانشقاق في صفوفها، إضافة إلى الصراع على قيادة الجماعة بين الحرس الجديد والحرس القديم؛ من شأنه أن يُحدد نطاق نشاط هذه الجماعة، ويحصره فقط في التظاهر، الذي قد يلازمه بعض العنف التقليدي الذي يحدث أثناء التظاهرات. ثانيا- تنظيم الجماعة الإسلامية والتيارات المتحالفة مع الإخوان: من المرجح ان تبتعد عن المشهد،حيث لا يرغب أفراد هذه التيارات في تحمل تبعات الصراع بين الإخوان والدولة المصرية، بعد أن أيقن فعليًّا أفراد هذه التيارات أنهم ارتكبوا خطأ فادحًا بعد تحالفهم مع جماعة الإخوان المسلمين، وأنهم لن يجنوا من هذا التحالف الفاشل سوى الخسائر الفادحة التي كان من أهمها العداء مع الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية. ثالثا- التنظيمات المسلحة ،وخاصة " داعش": من المتوقع أن تقوم ببعض العمليات المحدودة في نطاق القاهرة الكبرى على وجه التحديد، من أجل إثبات تواجدها على الساحة، وتفاعلها مع الأحداث في مصر، حيث إن القبضة الأمنية في مصر، والضربات التي تلقتها هذه التنظيمات، ستجعل من الصعب عليها القيام بعمليات كبيرة ونوعية مثل حادث اغتيال النائب العام، أو محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، لذا ستحاول اختيار بعض المناطق الرخوة التي يُوجد بها ضعف أمني ملحوظ لتنفيذ عملياتها الإرهابية. رابعا- أفراد العنف العشوائى: من المحتمل أن يقوموا بعمليات فردية بدائية وصغيرة في أكثر من مكان، مثل محاولة إحراق بعض المرافق الحكومية، أو المواصلات العامة، أو الاعتداء على بعض أكشاك المرور أو بعض أفراد الشرطة، وغالبًا ما سيكون معظمها في نطاق القاهرة الكبرى، لأن هذا النوع من العنف يختار أصحابه مدينة القاهرة على وجه التحديد لأنها ستساعدهم في تحقيق الصدى الإعلامي المرغوب فيه. وخلصت الدراسة إلى أن موقف التيارات الإسلامية في ذكرى ثورة 25 يناير، لن يختلف كثيرًا عن موقفها في الأعوام الماضية، وقد أثبتت الأحداث أن نشاطها في تلك الذكرى يتراجع عامًا بعد عام، مما يجعل مخاوف العنف المحتمل من قبل جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها من السلفيين لا محل له. وأظهرت الدراسة، أن تلك التيارات لو كانت لديها المقدرة على القيام بمستوى أعلى من العنف، لما كانت قد انتظرت إلى الآن، ولكنها ألقت كل ما في جعبتها في الأعوام السابقة، واستنفدت مخزونها البشري والمادي خلال الفترة الماضية، لكن المخاوف الحقيقية تكمن في الأفراد الذين يمارسون العنف العشوائي، لأنه يصعب السيطرة عليهم.