يعتزم حزب المستشارة أنجيلا ميركل استغلال التهديدات المزعومة بتعرض ألمانيا لهجمات إرهابية خلال العام الجديد في تبنى الحصول على موافقة البرلمان الألمانى – بوندستاج – وتهيئة الرأي العام لتوسيع أنشطة جهاز الاستخبارات الألماني خارجيا والتعاون مع أجهزة مماثلة في دول أخرى . أعلن وزير الداخلية الألماني توماس دى ميزيير – والقيادي في الحزب المسيحى الديمقراطي - إن بلاده تعتزم تكثيف التعاون في المرحلة المقبلة مع أجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية فى دول أخرى بهدف مواجهة الإرهاب وتبادل المعلومات حول المنظمات الإرهابية . مشيرا إلى أن ألمانيا قد تلقت معلومات مهمة من جهاز استخبارات دولة صديقة تحذر من هجوم إرهابي وشيك فى مدينة ميونيخ ليلة رأس السنة وهذا يؤكد أهمية التعاون مع أجهزة الاستخبارات الخارجية . وكانت ولاية بافاريا وعاصمتها ميونيخ قد أعلنت حالة الطوارئ القصوى ليلة رأس السنة وأغلقت محطة قطارات ميونيخ الرئيسية ولكن رغم ادعاءات الأجهزة الأمنية الألمانية بأنها تلقت معلومات دقيقة ومفصلة عن هويات وعناوين الأشخاص الذين سينفذون هذه الهجمات لم يتم القبض على أي مشتبه فيه حتى الآن !! وأوضح دى ميزيير في تصريحات لصحيفة بيلد الواسعة الانتشار أنه أصبح من المهم بصورة أكبر مما هو عليه الآن أن نتعاون بشكل أكبر مع سلطات الأمن في دول أخرى وأن نتبادل المعلومات معها مؤكدا أن احتمال تعرض ألمانيا لهجمات إرهابية يبقى قائمًا في العام الجديد . وفى السياق ذاته وفى تصريحات للصحيفة نفسها أكد فولكر كاودر زعيم الكتلة البرلمانية لحزب المستشارة ميركل – المسيحي الديمقراطي - أن التعاون الوثيق مع أجهزة استخبارات دول أخرى أمر مهم تماما، فقد أظهرت الحوادث مرة أخرى مدى خطأ الكثيرين في الأحزاب الأخرى الذين كانوا دائما ما يشككون في هذا التعاون"، مشيرًا إلى ضرورة تطوير جهاز الاستخبارات الألماني والاستعانة بأجهزة استخبارات جيدة التجهيز تجمع المعلومات عن تخطيط الهجمات . ويتبنى كاودر السياسي البارز في الحزب المسيحي الديمقراطي مبدأ التعاون مع أجهزة الاستخبارات في الخارج وفي الشرق الأوسط خاصة بغض النظر عن مدى التزام الأنظمة الحاكمة بالمعايير الديمقراطية وهو ما يلقى معارضة من بعض الأحزاب الألمانية الأخرى ،كما يدعو في الوقت نفسه الى وضع حماية حقوق الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط ضمن المعايير الحاكمة لعلاقات ألمانيا مع هذه الدول . وكان جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني قد كشف عن توسيع تعاونه مع أجهزة الاستخبارات في سوريا واعتزامه افتتاح مكتب دائم في دمشق بغرض تبادل المعلومات حول المنظمات الجهادية الإسلامية في سوريا . كما أعلنت الحكومة الألمانية عن إجراء تعديلات هيكلية وتنظيمية واسعة فى جهاز الاستخبارات خلال عام 2016 بعد اكتشاف فضيحة تجسسها على مواطنين ألمان خلافا للقانون الألماني الذي يشترط الحصول على موافقة من لجنة برلمانية خاصة للسماح لأجهزة المخابرات بالتجسس ومراقبة مواطنين المؤن.