طلبت نيابة جنوبالقاهرة تحريات المباحث، حول واقعة اختطاف طفلة كانت بصحبة والدها، واستعانته بالشرطة لدفع مبلغ 40 ألف جنيه فدية للمتهمين، خشية من أن يمسوها بسوء، حيث عادت الطفلة ولم تعد النقود، أو يتم القبض على المختطفين، وأمرت بتتبع الهواتف المحمولة، وسرعة إلقاء القبض على المجرمين. كانت البداية عندما أوقف الأب شعبان محمد متولى صاحب ورشة صباغة، سيارته أمام سوبر ماركت شهير بمنطقة مصر القديمة، بعد أن طلبت ابنته "رحمة" شراء حلوى لها، فنزل الأب من سيارته تاركا المجنى عليها بمفردها بالسيارة، وعقب عودته اكتشف اختفاء السيارة، وتوجه لأقرب سنترال وطلب رقم هاتفه، ليفاجأ بشخص غريب يرد عليه ويطلب منه فدية مقابل استرداد ابنته، مهدداً بقتلها إذا تقدم ببلاغ لقسم الشرطة، مؤكدا له أنه يراقبه وسيتصل به لتحديد المكان الذي سيختاره ليستلم 40 ألف جنيه منه مقابل عودة ابنته. لم يتمالك الأب أعصابه، وتوجه إلى قسم شرطة مصر القديمة، وحرر بلاغاً روى فيه الواقعة. وطلب منه رئيس مباحث مصر القديمة تجهيز المبلغ المطلوب على وعد بأنه سيرجعه له عقب استرداد ابنته من العصابة، واتصل هاتفيا بالعصابة، بعد أن نجح في إقناعهم بأنه أحد أقارب المجنى عليها، وحدد المتهمين له منطقة أطفيح بحلوان، كمكان لتسليم الفتاة مقابل استلام الفدية. وفى مكان التسليم تواجدت الشرطة، متخفية، وطلب منهم الضابط عدم الهجوم، إلا بإعطاء الإشارة لهم، وتوجه إلى المنطقة التي حددها له المتهمين، ولكن بعد شعور الشرطة بالخطر على حياة الطفلة، تم تسليم المبلغ المالى دون مطاردة المتهمين. وكشفت تحقيقات النيابة، التي أجراها محمد عبد الحميد مدير نيابة مصر القديمة، بإشراف مالك مصطفي رئيس النيابة، أن المتهمين خططوا لاختطاف الفتاة من فترة، وتتبعوا خط سيرها، إلى أن سنحت لهم الفرصة بوجودها منفردة داخل السيارة. واستمعت النيابة لأقوال الرائد طارق الوتيدي رئيس مباحث قسم مصر القديمة، الذي قام بمهمة استرداد الفتاة، وقال إنه لم يعط أي إشارة لهجوم القوة، لأنها قد تؤدي إلى خسائر كبيرة لكثرة أعداد العصابة، التي تم توزيعها في مناطق استراتيجية حول المنطقة، مضيفا أنهم كانوا يحملون أسلحة آلية، فخاف على حياة الطفلة من تعرضها للخطر، فسلم حقيبة الأموال للعصابة واسترد الطفلة.