تواجه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حملة انتقادات كبيرة بعد عرضها لوثائقي "الموت" الإثنين الماضي علي قناة "بي بي سي 2" ويصور اللحظات الأخيرة من حياة مليونير الفنادق البريطاني الشهير "بيتر سميدلي" المصاب بمرض العصاب الحركي، الذي سمح ل"البي بي سي" بتصوير لحظاته الأخيرة في الوثائقي الذي كتبه السير "تيري براتشيت". وقد اضطر السير براتشيت مؤلف الوثائقي الذي اذيع ليلة الإثنين بعنوان "اختيار أن تموت" إلي الدفاع عن نفسه وسط تلك العاصفة التي سببتها إذاعة الفيلم إضافة إلي اتهامات بمساعدته لسميدلي علي الموت، ونقلت صحيفة "الإندبندنت" عنه قوله انه قام بصنع هذا الفيلم لأنه أحس بالعار من أن يذهب البريطانيين إلي سويسرا لإنهاء حياتهم. وقال المتحدث الرسمي باسم "بي بي سي" إن الهيئة تلقت 898 تعليق رافض للفيلم قبل إذاعته و 162 شكوي بعد إذاعته بينما تلقت 82 تعليقا إيجابيا بخصوص الفيلم، وفي السياق ذاته قالت هيئة تنظيم البث والاتصالات المستقلة بالمملكة المتحدة "أوفكوم" أنها لن تصدر أي بيان رسمي قبل الأسبوع المقبل. وقدمت جماعات عديدة مناهضة للقتل الرحيم شكاوي ل "بي بي سي" ودعت مناصريها لتقديم الشكاوي ولكن علي الرغم من ذلك يظل الغضب "الشعبي" محدوداً تجاه الفيلم الذي يبدو أنه قد أسر البعض. وكان "بيتر سميدلي" المليونير البريطاني 71 عاماً قد يأس من حياته بعد إصابته بمرض العصاب الحركي وذهب إلي عيادة بسويسرا تساعد المرضي علي إنهاء حياتهم وأنهي فيها أكثر من 1100 شخص حياتهم علي مدار ال 12 عاماً الماضية، وقد ذهب "تيري براتشيت" 63 عاماً والمصاب هو نفسه بالزهايمر إلي العيادة لتصوير تلك اللحظات التي سيأخذ فيها سميدلي جرعة قاتلة من المهدئات، وقد حصل براتشيت علي تلك الصور وعرض فيديو لسميدلي وهو يشرب مجموعة المهدئات القاتلة ويموت بين يدي زوجته ليصبح بذلك أول انتحار يذاع عبر تليفزيون فضائي في التاريخ. وقد اتهمت جماعات بريطانية براتشيت بالسعي لتغيير التشريع القانوني الخاص بإنهاء الحياة بهذه الطريقة في بريطانيا وهو ما يحاول براتشيت بالفعل أن يفعله منذ ان تم تشخيص إصابته بمرض الزهايمر، فبحسب القانون الإنجليزي فإن ما يعرف بالموت الرحيم أو المسعادة بالموت ممنوع في بريطانيا. وقال براتشيت "لقد روعت بالوضع الحالي، أنا أعلم أن الموت الرحيم توفره علي الأقل ثلاثة أماكن في أوروبا والولايات المتحدة بينما تدير الحكومة هنا ظهرها لهذا المطلب وهو ما أخجلني وجعلني أحس بالعار من اضطرار البريطانيين للسفر إلي سويسرا بتكلفة عالية للحصول علي الخدمة التي يتمنونها بإنهاء حياتهم" وأضاف "بيتر أراد أن يري العالم ما يحدث هناك وكيف يحدث أيضاً، وقال إن التنافر في هذا الموقف يأخذك".