حينما انطلق جهاز الألعاب الإلكتروني "بلايستيشن 4" من شركة سوني في بداياته، كانت هناك مخاوف من أن يتم استغلاله من قبل الحكومات للتجسس على المستخدمين، إلا أن هجمات باريس زادت الشكوك بأن الجهاز يستخدم كوسيلة تواصل آمنة بين منظمات إرهابية لتنفيذ هجماتها ومخططاتها بشكل فعال وسري، وهو أمر يحيّر الجهات الاستخباراتية ويقلق شركة سوني نفسها. يجمع المراقبون على أن المنظمات الإرهابية تزداد تمرسًا في استخدام الشيفرات الإلكترونية في مخططاتها للحيلولة دون كشف مخططاتها، والمعروف أن هذه الخلايا تستفيد بشكل متقن من الإنترنت بهدف التواصل وتجنيد الشباب، ورجحت مجلة فوربس الأميركية في تقرير نشرته هذا الاسبوع استخدام منفذي إعتداءات باريس لجهاز بلايستيشن 4 في التواصل والتجهيز لمهمتهم بعيدًا عن أعين أجهزة الاستخبارات المختلفة. وكان وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون قد رجح قبل ثلاثة أيام من الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس إمكانية إستخدام هذه المنظمات جهاز بلايستيشن 4 للتواصل فيما بينها، وذلك بسبب صعوبة تعقب الأجهزة الأمنية للرسائل المتبادلة عبر منصات أجهزة الألعاب ال‘لكترونية وتحديدًا عبر شبكات أجهزة بلايستيشن 4. وأضاف وزير الداخلية البلجيكي، في لقاء أجراته مع صحيفة "بوليتيكو" في العاشر من نوفمبر، أن فك تشفير الاتصالات التي تقوم بها الخلايا الإرهابية ومراقبتها تفوق في تعقيدها تعقب برامج التواصل الاجتماعي والرسائل الإلكترونية. والمعروف أن شبكة "بلايستيشن 4" تضم نحو 65 مليون مستخدم نشط، حيث تتيح هذه الشبكة لمستخدميها التراسل فيما بينهم والتحدث مع لاعبين آخرين في ألعاب متعددة وفي مناطق مختلفة في العالم، كما باعت شركة سوني نحو 25 مليون لوحة مفاتيح على مدى عامين أي منذ أن تم إطلاقها في الأسواق. وخلصت بيانات صادرة عن وكالة "رويترز" إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الربط بين الارهاب وجهاز بلايستيشن، ففي شهر مايو الماضي، واجه صبي أسترالي في الرابعة عشر من العمر عقوبة السجن لمدة عامين لإدانته بدعم منظمة إرهابية والتخطيط لتفجير، وذلك بعدما قام بتحميل خطط تفخيخ مبنى من وحدة تحكم ألعاب "بلايستيشن". ولا تخفي شركة سوني إمكانية استخدام جهازها بلايستيشن 4 بشكل سيء، إلا أنها تصر على كون ميزات الاتصال من خلال الجهاز مشتركة مع كافة الأجهزة الحديثة.