شركات الحاسبات والبرمجيات فى دائرة الركود

بينما يرى بعض ممثلى شركات الحاسبات والبرمجيات حدوث انفراجة ملموسة عقب اللقاء الذي تم بين رؤساء الشركات ورئيس هيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات مع وزير الاتصالات الدكتور ماجد عثمان في مايو الماضي، إلا أن آخرين يعتقدون أن السوق مازال يعانى العديد من المشكلات.
يوضح المهندس خليل حسن خليل، رئيس الشعبة العامة للحاسبات باتحاد الغرف التجارية، أن القرارات التي أمر وزير الاتصالات بتنفيذها مباشرة وعلي رأسها توفير الدعم المادي كان لها أثر كبير في إنقاذ السوق الذي كان قد أصيب بالركود الشديد وصل إلي الشلل التام وخصوصاً في المحافظات مما ساعد هذه الشركات على الاحتفاظ بالعمالة الفنية .. حيث يقوم الصندوق الاجتماعي بتوفير قروض لهذه الشركات التي تقوم بالتجارة في مكونات الحاسبات "الهاردوير"، وهذه القروض بفائدة 5. 2 سنويًا بينما تقوم "اتييدا" هيئة تكنولوجيا المعلومات بتحمل 3% كدعم لهذه القروض .
ويضيف أن القرار الثاني الذي اتخذه الوزير وهو تفعيل مبادرة "حاسب لكل منزل"، حيث تحدد الجزء الأول من المبادرة لترسي علي موظفي الدولة ليقوم كل موظف بتحويل راتبه إلى فروع بنك مصر، حيث يصرف البنك مبلغ 8 ألاف جنيه لكل جهاز وملحقاته وهذا القرض بضمان الراتب الشهري للمستفيد مشيرًا إلي أن الوزارة قررت تقديم خصم 30 جنيهًا شهريًا علي اشتراك "النت" لمدة 36 شهرًا لكل موظف مستفيد.
وسوف تخصص الأسبوع المقبل لبدء صرف الحاسب للأفراد علي أن يصرف عقب ذلك للمنشآت الصغيرة وأعضاء النقابات المهنية، وهذا المشروع ينفذ أيضًا بالتنسيق بين بنك مصر والصندوق الاجتماعي والشعبة والوزارة.
يؤكد خليل أنه وفقًا لتعليمات الوزير فإنه يجري حاليًا تنظيم مناقصه عالمية لتدريب الشباب علي صيانة الحاسب الآلي المنزلي والمحمول، وأنه سوف يستعان بكبري الشركات الأمريكية المتخصصة في هذا المجال وهذه الدورات ستكون مجانًا أو بأجر رمزي زهيد لإعداد أجيال أكثر حرفية.
أما عن المعارض .. فيؤكد خليل أن هذه المعارض ستكون متنقلة يبدأ أولها في الأسبوع الثالث من يونيه الجاري في جميع محافظات مصر، وأن الأسعار ستكون مخفضة حيث يصل سعر الجهاز "كاش" ب 1080 جنيهًا، ويمكن تقسيط هذا المبلغ، مشيرًا إلي أنه يجري الآن اتصالات متعددة للتوسع في مثل هذه المعارض لتحقيق أهدافها.
أما المهندس حاتم زهران، رئيس الشعبة العامة للبرمجيات والحاسبات "السوفت وير"، فإنه يري أن هذه الشعبة لم تشهد نتائج ملموسة بعد اجتماع وزير الاتصالات ولا تزال الشركات تعاني من مشكلات عدة لم يتم حلها حتي الآن بل أنه يطالب بحل وزارة الاتصالات والإبقاء علي هيئة تكنولوجيا المعلومات، وأن يكون الجهاز القومي للاتصالات يكون مستقلاً لأنه يقوم حالياً بتشريع القوانين ويطبقها ويراقب تطبيقها بل ويحاكم المخطئين ويمنح التراخيص لممارسة الأنشطة.
يطالب زهران بضم جميع وسائل الإعلام المختلفة الورقي والإلكتروني إلى الجهاز القومي للاتصالات أما المحتوي فيجب أن يختص بفحصها ومراجعتها جهاز قومي لتداول هذه البيانات والمعلومات حتي يمكن حفظ المحتوي وتوثيقها علي أن يتبع هذا الجهاز لرئيس الجمهورية ثم يخضع الجهاز القومي للاتصالات لرئيس الوزراء علي أن تكون وزارة الاتصالات معنية بالأجهزة والمعدات ومستلزمات التشغيل والتدريب ووضع النظم والبرامج.
وطبقا لكلام زهران فإن مشروعات البنية الأساسية للاتصالات في السودان وتونس ذات قوة تتفوق علي البنية الأساسية للاتصالات في مصر، مؤكدًا أن الوزارة لم تقدم أي دعم للمصانع والشركات حتي الآن لتستطيع هذه الشركات المنافسة في السوق المحلي.
ويقول إن "صندوق المخاطر" الذي ستقوم بدعمه "اتييدا " يمكن أن يدعم الشركات المنتجة لكن المشكلة أن هناك غياب واضح للخطط والاستراتيجيات القومية مؤكداً أن مكاتب البريد التي يصل تعددها إلي 3750 مكتبًا يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في دعم هذه الشركات في المحافظات .
يري المهندس سيد إسماعيل رئيس المجلس السلعي للبرمجيات والحاسبات الأسبق أن البنوك يجب أن يكون لها دورًا فعالاً في تمويل الشركات التي تترنح حاليًا من شدة المشاكل المالية التي تعانيها وبأسعار مرنة، لأن البنوك ترفض بشدة منحها قروضًا لأنها تطالب بضمانات يصعب علي هذه الشركات تدبيرها بل أن شركات البرمجيات تعاني التجاهل الشديد لها بدعوي أن منتجاتهم عبارة عن فكر وليس أصولاً مادية يضعها البنك تحت يديه.
ويقول إن صناعة البرمجيات يمكن أن تستوعب أعدادًا كبيرة من العمالة المدربة التي يمكنها أن تدير مشروعات صغيرة برؤوس أموال ضئيلة للغاية ومثل هذه الصناعة أكثر رواجاً في الهند وإسرائيل وغيرها من الدول في جنوب شرق آسيا وهذه المشكلة،علي حد قوله، ممتدة منذ أكثر من 20 عاماً ولم يتم التوصل إلي حلول جذرية لها .
يقول أن الإقبال علي شراء الحاسب الآلي تزايد في أثناء وعقب الثورة بعد نجاح الثورة، لكن تفاقمت في أسواقها المشكلات، وأصبح لابد من حلول سريعة وحاسمة ونحن في انتظار هذه الحلول.