طالب د.السيد البدوي رئيس حزب الوفد، عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، بمراجعة تصريحاته، التي أكد فيها أكثر من مرة إصرار بلاده على إزاحة الرئيس السوري، بشار الأسد، مرة بالقوة، ومرة أخرى في ميادين القتال، بما يعد تدخلا من جانب دول عربية في الشأن الداخلي لدولة عربية أخرى ذات سيادة. جاء ذلك ردا على سؤال تلقاه رئيس الوفد، على هامش المؤتمر الذى عقده الحزب في شرم الشيخ لمساندة مرشح الوفد وللاحتفال بإحياء ذكرى عيد الجهاد "13 نوفمير" حيث سأل أحد الحضور عن موقف الوفد من الأزمة السورية وتصريحات وزير الخارجية السعودي، فحسب ما ذكر بيان صادر عن الحزب مساء اليوم، أن رئيس الوفد ناشد الدول العربية والإسلامية، بضرورة نبذ الخلاف، والتسامح والارتفاع فوق الخلافات المذهبية والانتقام والكراهية. وأكد البدوي، أن ما يجري على أرض سوريا الشقيقة، لا يخدم سوي مصالح أعداء الأمة العربية والإسلامية وعلي رأسهم إسرائيل وقال: "كفي ما تعانيه المنطقة من فوضي وانقسام وكفي استشهاد مايزيد على ربع مليون من أشقائنا السوريين وتشريد أربعة ملايين ونصف مليون مواطن سوري شقيق، أصبحوا لاجئين في شتى بقاع الأرض". وأضاف البدوي، أنه لن يتم إزاحة بشار الأسد في ميادين القتال كما يردد وزير الخارجيه السعودي، وقد حاولت أمريكا وتركيا وقطر وغيرهم ذلك ومضي خمس سنوات من الحروب والدماء ولازال بشار الأسد رئيسا لسوريا. وأكد أن الأزمة السورية لن تحل في ميادين القتال، أو بإزاحة بشار الأسد، قائلا: "لعلنا لم ننس أن إسقاط الحكام في ميادين القتال لم يخلف سوي الصراع والفوضي وأن الأزمة السورية لن تحل إلا بالحوار السياسي وترك تحديد مصير سوريا لإرادة أبنائها، فهم أصحاب السيادة وهم أصحاب القرار". ورحب رئيس الوفد، بالدعوة إلي اصلاح سياسي ودستوري في سوريا، بإشراف هيئة انتقالية محل توافق من الجميع، نظاما حاكما ومعارضة، على أن يتم هذا الإصلاح بحد أقصي خلال عامين، يتم خلالهما وضع دستور جديد للبلاد، واجراء انتخابات نيابية ورئاسية جديدة، تجريها إدارة محايدة تحت إشراف ورقابة دولية. وأكد أن القضية السورية لا يمكن حلها بتسليح المعارضة وتأجيج الاحتراب الأهلي، أو بتمويل جماعات العنف والإرهاب، كما أنها لن تحل أيضاً بتدخل عسكري روسي أو أمريكي، ولكن ستحل بالحوار والارتفاع فوق النزاعات الطائفية والمصالح الضيقة لبعض دول المنطقة.