قضى ما يقرب من 20 ساعة تحت الأنقاض يصارع الموت من أجل إنقاذ جيرانه الذين سقطت أرضية منزلهم بسبب أعمال حفر قام به جيرانه، وبالفعل نجح فى إنقاذ أحد أطفال جيرانه ولكنه سقط تحت الأنقاض فى عمق 10 أمتار تحت الأرض وفتحة قطرها 50 سنتيمترًا. كانت العناية الإلهية هي المنقذ لأمين الشرطة سيد عبد المعز الجندي من قرية ترسا بمحافظة الفيوم، بعد أن أصيب بكسور فى الجسد والساق وجرح نافذ فى رأسى بالاضافة إلى جروح فى مناطق متفرقة. لكنه بعد إنقاذه وتحويله إلى المستشفى وبعد أن فاق من غيبوبته بدلا من أن يفرح بأن الله كتب له عمرا جديدا بعد هذا الحادث المؤلم، كان غاضبًا بعد أن سمع أن ماكتب فى محضر الشرطة انه سقط فى الحفرة وانهارت عليه الأنقاض بسبب التنقيب عن الآثار وهو ما نفاه تماما وتحدث بغضب شديد أنه كان يؤدى خدمة إنسانية وكاد أن يفقد حياته وليس من المعقول ان يكون جزاؤه هو الافتراء عليه بالباطل على حد قوله. كما كان هناك غضب شديد من أسرته التي كانت تحيط به فى المستشفى، وأكدوا أن ابنهم كان يؤدى واجب انسانى بإنقاذ جيرانه ولا يعلم ماذا كان يفعل جيرانه بهذه الحفرة، كما أن المنزل الذي انهار وبه الحفرة ليس ملكًا لى كما أشيع ولكنه ملكا لجيراني، ويحكى سيد عبد المعز أمين شرطة 36 سنة ومقيم ناحية كفر فزارة بقرية ترسا بمركز سنورس بالفيوم ل"بوابة الأهرام" قصته ومعاناته خلال 20 ساعة سارع فيها الموت تحت الأنقاض . يقول سيد عبد المعز إنني أعمل أمين شرطة بإدارة مرور 6 أكتوبر وأتوجه إلى عملى بعد صلاة الفجر وأعود إلى منزلي فى نحو الساعة الثالثة عصرا، وبعد عودتي بساعة تقريبا سمعت صراخ شديد ناحية منزل عمى القريب من منزلى فهرعت على الفور إلى هناك للاطمئنان على عمى وأسرته، ولكنني وجدت أن الصراخ يأتي من منزل مجاور لمنزل عمى وتمتلكه سيدة تدعى سحر مصطفى وهبة فدخلت على الفور لى المنزل لأقدم المساعدة لهم من باب صلة الجيرة، فوجدت حفرة كبيرة فى المنزل وأرضيته تتحرك بشكل غريب وتبدأ فى الانهيار، وكان هناك طفل داخل المنزل فتوجهت إليه حتى أنقذه ،وبالفعل أخرجت الطفل خارج المنزل ولكنني فوجئت بعد ذلك بأن الأرض تنهار من تحتي كليا نظرا لأن أرض تلك المنزل رملية ولا تتحمل هذه الحفرة الموجودة وبعدها انهار حائط المنزل وأحد الخزانات فوقى وقد غطتني الأنقاض والأحجار بصور كليا وفجأة وجدت ظلام كامل ولم أرى أي شيء وكنت فى حالة إعياء شديدة. يضيف: عندما انهارت أرضية المنزل من تحتي شعرت أن هناك شخصًا يسحبني بقوة شديدة إلى أسفل وبعدها إنهار حائط المنزل وأحد الخزانات وتقريبا للمياه، ولكنني لم أفقد الوعي بصورة كاملة وفجأة وجدت أكوامًا من الحجارة تحجب الرؤية وكنت أتنفس بصعوبة بالغة وهنا أحسست بالنهاية ونجيت ربى وقولت له: ( إذا كانت هذه نهايتي فلا اعتراض وأنا مش زعلان وأنا كنت بعمل خير وأنقذت طفل، ولو يارب جعلت لي مخرج هكون شاكر فضلك طول عمري )، وبعد شويه لاقيت عدد من أقاربي وجيراني بينادوا عليا، وأنا شبه غائب عن الوعي وبدءوا يشوفوا طريقة علشان ينزلوا بيها للحفرة وينقذوني ولكن الحفرة اللي سقطت منها كانت صغيرة ولان بعض أقاربي يعملون فى مجال البناء فقاموا بصنع فتحة جديدة ثم أزالوا الأنقاض من على رأسي فقط أما باقي الأنقاض فكانت ثقيلة للغاية ولكن بعد أن تم إزالة الأحجار وظهرت راسي حمدت الله أننى رأيت النور مرة أخرى، واستطعت أن أتنفس ولكن بصعوبة، وكنت شبه غائب عن الوعي ثم جأت الشرطة وظل أقاربي ورجال الشرطة والإنقاذ يقومون بمحاولة إنقاذي لمدة 20 ساعة وكان أقاربي يقومون بإزالة الأنقاض والحجارة وتكسيرها عن جسدي حتى يمكن رفعي إلى الأعلى ونجحوا فى إزالة بعض الأحجار والأنقاض ، ثم أنزلت قوات الحماية المدنية والإنقاذ عددًا من الحبال لرفعي إلى الأعلى ولكن دون جدوى فكانت هذه الاحبال تنقطع بصورة مستمرة، ولكن بعد مرور ساعات طويلة نجحوا أقاربي والاهالى فى إزالة عدد كبير من الأحجار عن جسدي حتى يسهل ذلك عملية السحب إلى أعلى، كما أحضرت قوات الحماية المدنية رافعة مكونة من سلاسل حديدية كمثل التى تستعمل فى أوناش الإنقاذ سيارات الحوادث حيث إن الرافعة هذه تكون أكثر قوة بكثير من الحبال. وبالفعل تم سحبي إلى أعلى ولكن ظهرت مشكلة أخرى علقت ساقي فى بعض الأنقاض والحطام فنزل على الفور ابن عمى رجب فودة وقام بإخراج ساقي من وسط الحجارة وبدأت الرافعة فى سحبي حتى وصلت إلى أعلي المنزل المنهار ووجدت الناس من حولي تبتسم والبعض الآخر يبكى نطقت بالشهادة على الفور وحمدت ربى أن جعل لى مخرجًا. عما جاء بمحضر الشرطة أنك كنت تنقب عن الآثار وانهار فوقك المنزل؟ أجاب: هذا غير صحيح بالمرة وأنا لم يأخذ أقوالي فى أى محضر، وكل اللى حصل أنى سمعت صوت الصراخ ناحية منزل عمى فتوجهت إلى هناك بسرعة للاطمئنان على عمى، ولكنني وجدت الصراخ فى منزل سحر مصطفى وهبة أحد الجيران ودخلت المنزل لاقيت الحفرة والأرضية تنهار وبمجرد أن وجدت الطفل كان همي إنقاذه ولا أعرف شيئأ عن الآثار أو عن الحفرة وفوجئت بالضباط وأنا أرقد تحت الأنقاض وجسمي كله مغطى بالحجارة ماعدا راسى يقولون لى ( طلع حتة الآثار اللي معاك) وكنت مستغرب لانى ما أعرفش حاجة عن الآثار أو الحفرة لانه أصلا مش بيتى، واللي اتكتب فى المحضر مش الحقيقة وأنا لحد دلقوتى لم يتم استجوابي فى النيابة أو الشرطة وسأقول الحقيقة التي لم تذكر في محضر الشرطة.