وضع د.حازم الببلاوي الخبير الاقتصادي ومستشار صندوق النقد العربي روشتة متكاملة للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية وبناء اقتصاد قوي في مرحلة انتقالية جديدة خلال حوراه ببرنامج "الحياة اليوم" مساء اليوم السبت. أشار إلي أن هناك أربعة محاور رئيسية لابد من العمل عليها، أولا الحد من الزيادة السكانية التي تتضخم بنسبة 2.1% سنويا الأمر الذي لا يستوعبه الاقتصاد وحجم الإنفاق، والثاني يتلخص في ضرورة التركيز علي ثلاث صناعات تكاملية كحد أقصى نظرا لأن البلد فقيرة في الموارد الطبيعية، حيث إنه لا يزيد حجم الرقعة الزراعية على 5% من الأراضي ولا توجد موارد طاقة ولذلك لابد من الخروج من هذا المأزق بالعمل علي الصناعات التحويلية وتحالفات مع صناعة كبري، أما المحور الثالث فلابد من سياسة جادة تخدم السابق بالعمل علي تنمية الكفاءات وتدريب عالٍ للعنصر البشري وعدم التراخي في العمل والإنتاج. وذكر أن العنصر الرابع هو تنمية العلاقات في الإطار الإقليمي والعربي وهذا يتطلب تسهيلات للدول العربية لبناء قواعد مستقبلية تحرص علي البعد العربي الإقليمي. وحذر الببلاوي من اللجوء إلي أنصاف الحلول لضيق الوقت، مشيرا إلي ضرورة ترجمة هذه المحاور إلي برامج طويلة الأجل ذات جودة عالية في كل المجالات أفضل من أعمال متوسطة الجودة فضلا عن ضرورة الانفتاح علي العالم الخارجي. أضاف حازم الببلاوي بضرورة كشف الحكومة الحالية عن رؤيتها المستقبلية الجديدة دون تهويل أو تهوين لكسب ثقة الشارع المصري خلال المرحلة الانتقالية الحالية، مشددا علي أنها أخطر مرحلة في التاريخ نظرا لتطهير مرحلة سابقة وفي ذات السياق بناء مرحلة جديدة. وفيما يتعلق باللجوء إلي صندوق النقد الدولي كحل وحيد الآن، أوضح أن هناك جوانب جديدة في هذا الأمر للخروج من هذه الأزمة، مشيرا إلي أنه بالرغم من أن هناك شروطا مجحفة للصندوق ولكنها في مجملها حماية للبلد المستفيد من القروض، وبذلك فإن جزءا كبيرا يتوقف علي تفاوض البلد وخبرة المفاوض المحلي لتحويل الشروط لعوامل استثمارية جاذبة وتنمية اقتصادية حقيقية. أشار إلي تجربة دولة الهند والتي استفادت بدرجة أولي من الصندوق لأنها لديها من المعرفة والخبرة الوعي الكامل للاستفادة من الشروط التي يضعها البنك وتحويلها إلي وسائل حماية لها وتحقيق الغرض وحماية من الفساد. وحول الوضع الراهن للموازنة العامة للدولة، أشار الببلاوي إلي أنه خطير جدا، خاصة أن هناك "عجزا في الموازنة وهو مؤشر خطير يثير القلق" والحل يحتاج إلي 5 سنوات، مشيرا إلي أن هناك 50 مليار دولار واردات.. في المقابل فإن حجم الصادرات لا يزيد على 23 مليار، معظمها تأتي في إطار الموارد الطبيعية من قناة السويس والسياحة وتحويلات العاملين بالخارج، ومنها 10 مليارات دولار صادرات بترول وغاز طبيعي، فضلا عن أن خدمة الدين تصل إلي 15%. وقال الببلاوي إن مصر يعتمد اقتصادها ومواردها علي عناصر طبيعية "من عند الله وحده ولا يتدخل العنصر البشري فيها" وذلك من خلال قناة السويس والسياحة وتصدير البترول والغاز الطبيعي وعلى الرغم من أنها مكافآت من عند الله إلا أنها مؤشرات خطيرة علي الاقتصاد القومي.