في أول رد فعل مصري علي انسحاب كارمن كارليل المحكمة الأسترالية من لجنة تحكيم "المان بوكر" بعد منح الجائزة للأمريكي فيليب روث، قال مترجم أعماله في مصر مصطفي محمود إن قرارها كان خاطئاً وأن كل الحجج التي ساقتها لا تقلل من قيمة أعماله الأدبية. وأكد أن كارمن تعيب عليه الإغراق في الذاتية وهذا شيء صحيح فكل كتبه تدور حول ما يشبه السيرة الذاتية حتي أن النقاد في الغرب أطلقوا علي أعماله اسم السيرة الذاتية الزائفة ولكن هذ الإغراق هو مصدر إبداعه وعظمته فهو يكتب السيرة الذاتية بشكل هائل ويطعمها بأدق التفاصيل للتاريخ والمجتمع الأمريكي وخاصة اليهودي. وترجم مصطفى محمود عددا من أعمال روث في مشروع سلسلة الجوائز التي تصدرها هيئة الكتاب في مصر. وكشف محمود عن أن أحد الأسباب التي جعلت من روث بغيضاً لدي بعض النقاد هو انتقاده الدائم لليهودية وسخريته من دولة إسرائيل حتي أن الدولة العبرية اتهمته بأنه يقوض دعائم الدولة اليهودية في حين انه يسخر فقط من العادات والتقاليد اليهودية في الدفن وغيره. وأضاف مترجم "كل رجل" لروث وهو أول عمل يترجم لروث للعربية أن الزعم بأن انسحاب تلك المحكمة جاء علي خلفية نسوية هو أمر له ما يدعمه، فالمرأة تأتي في أعمال روث في مرتبة ثانية حيث يعالج هو الجنس من وجهة نظر ذكورية وقال إن البعض يعيب عليه كتاباته الجنسية الفاضحة التي وصفت في بعض الأحيان ب"البورنو" ولكن في الحقيقة هذا هو سر عبقريته فروث يضفر الجنس مع الثقافة الغربية والفنون كالموسيقي والفن التشكيلي بشكل هائل ويفضح ذكورية المجتمع الأمريكي. وقال محمود إن روث يواجه بعداء شديد من جانب اللوبي الصهيوني بأمريكا صراحة والجماعات النسوية التي تعتبر أنه يسيء إلي المرأة بسبب منطلقاته الذكورية ولفت محمود إلي أن روث ينتظر علي قوائم مرشحي نوبل منذ أكثر من 10 سنوات والبعض يقول بأن هناك تعمدًا لعدم منحه إياها بسبب مواقفه تلك. وكشف محمود عن أن روث فاز بأكثر من 19 جائزة في الأدب وهذا شيء لم يحدث في تاريخ الأدب الأمريكي من قبل وروث يعد من أحد أهم 4 كتاب في الأدب الأمريكي في القرن العشرين علي الإطلاق حتي أن مكتبة الكونجرس أعادت طبع أعماله وهو علي قيد الحياة وهذا سابقة لم تحدث إلا نادراً. ولكن محمود الذي ترجم له رواية "الحيوان المحتضر" وصدرت منذ أقل من شهر يقول أنه علي الرغم من كل تلك التحفظات السياسية والنسوية إلا أن ذلك لا يقلل من قيمة أعماله الأدبية فهذا شيء وهذا شيء آخر وحصوله علي المان بوكر ليس مفاجأة. وقال محمود الذي يعد أول من نقل أعمال روث للعربية أن سبب عدم الاهتمام بروث في مصر والعالم العربي هو وجهات نظره صادمة للقارئ العربي إضافة إلي الجنس والرؤية التي تتطلب قارئاً ملماً بالثقافة الغربية ذلك إضافة إلي صعوبة ترجمة أعماله. وفاز فيليب روث بجائزة المان بوكر العالمية يوم الأربعاء الماضي وهي جائزة تمنح كل سنتين لكاتب عن مجمل أعماله وتبلغ قيمتها 60 ألف جنيه استرليني. وسط أجواء نزاعيه حيث انسحبت إحدي المحكمات من لجنة التحكيم المكونة من ثلاثة أعضاء واعتبرت أن روث ليس كاتباً علي الإطلاق وأنه مغرق في الذاتية وضيق الأفق وهو ما أثار حولها عاصفة من الانتقادات في الأوساط العالمية واعتبر البعض أن قرارها جاء علي خلفية نسوية مرجعين ذلك إلي نشاطها النسوي والمتمثل في امتلاكها لدار نشر "فيراجو"(المرأة السليطة) النسوية.