أثار قرار الكاتبة الأسترالية "كارمن كاليل" بالانسحاب من لجنة تحكيم المان بوكر العالمية عاصفة من الانتقادات في الأوساط الأدبية العالمية بعامة والبريطانية بخاصة ووصف قرارها بأنه جاء علي خلفية نسوية. كانت "كارمن" 73 عاماً وصاحبة دار نشر "فيراجو" قد أعلنت انسحابها من لجنة تحكيم جائزة "المان بوكر العالمية" إثر قرار اللجنة بمنح الجائزة للكاتب الأمريكي "فيليب روث" قائلة إنه من الصعب عليها الإعجاب بأعماله وإنها لا تعتبره كاتباً علي الإطلاق وأنه يدور حول فكرة واحدة فقط في كل كتبه وكأنه يجلس علي وجهك ويمنع عنك الهواء وهي التعليقات التي أثارت استياء الكثير من النقاد علي كاتب كاد يحصل علي جائزة نوبل للأدب. كما كتب الناقد البريطاني روبرت ماكروم في الأوبزرفر قائلاً إنها منذ أن أسست دار نشر "فيراجو" (المرأة السليطة) النسوية وهي تعشق أن يتصدر اسمها عناوين الأخبار وأضاف أن موقفها يكشف الكثير عن شخصيتها لا عن روث الكاتب الغامض وقال إن من يعرفونها جيداً في الأوساط البريطانية سيهزون أكتافهم ويقولون هاهي تضرب من جديد. ولم يستغرب روبرت موقفها قائلاً إنها كناشرة نسوية متحمسة منذ السبعينيات لا يفاجئني موقفها تجاه موضوع روث الأساسي خلال حياته الأدبية وهو المغامرات الجنسية للرجل الأمريكي. اعتبر روبرت أن موقفها لم يكن متسماً تماما بالنزاهة وقال إن انتقادها لروث لأنه يكرر نفس أفكاره في كل كتبه شيء غير ذي بال فكل المؤلفين لديهم ثيمة رئيسية يهوسون بالكتابة عنها. ووصف الكاتب البريطاني توبي يونج كاليل في "التليجراف" البريطانية بمغنية الأوبرا النكدة وقال إنها نجحت في أن تجعل من نفسها القصة بدلأً من روث وأضاف شخصيتها ملائمة تماماً لرفض روث ولكن كان يجب أن تفعل ذلك بخصوصية وليس علي الملأ فهي ليست قاضية بالمحكمة العليا، وكان من المفترض أن تلتزم برأي أغليبة لجنة التحكيم ولكن انشقاقها علناً يسلب الجائزة الكثير من قيمتها. وقالت صحيفة نيويورك تايمز أن ريك جيوكوسكي رئيس لجنة التحكيم عبر عن استيائه الشديد من تعليقات كاليل وقال إنه يأسف لأنها قامت بذلك بشكل علني لما يمثله هذا من عدم احترام لروث ودافع عن اختيار روث للجائزة وقال إنه والمحكم الثالث جاستين كارترايت قد شعرا بقوة بأن روث يجب أن يفوز بها فهو روائي حتي النخاع ووصف كتابته بالاتساع والعمق اللافتين للنظر. ودافعت كارمن كاليل في حديث لها لصحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم عن قرارها بالانسحاب من لجنة تحكيم جائزة "المان بوكر العالمية" رافضة المزاعم التي أثارها البعض بأن انسحابها كانت وراءه الصورة التي رسمها فيلب روث للمرأة في أعماله. وتقول الجارديان إنه علي الرغم من كتابات روث التي تأتي من منظور ذكوري وتتميز بالصراحة الجنسية صريحة جنسياً يتلقاها البعض علي أنها تعبير عن كراهية النساء إلا أن كاليل قالت أن رفضها لروث مبني علي أسباب أدبية حيث تري أن كتاباته تشوبها أوجه قصور عدة.