ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن تصاعد حالات الوفيات بين المهاجرين عبر البر والبحر، أثارت دعوات جديدة في أوروبا لإصلاح طريقة تعامل القارة العجوز مع هذا التدفق البشري الذي لم يسبق له مثيل. وأكدت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- أن تدفق المهاجرين إلى أوروبا لم يظهر أي تراجع رغم المخاطر التي يتعرضون لها في رحلاتهم، والتي يبدو أنها ترتفع يوما بعد يوم. وأوضحت أن حوادث المهاجرين الأخيرة التي وقعت خلال عام مضى، اتصفت بنهايات مأساوية لرحلات يائسة هزت ضمائر الكثيرين في جميع أنحاء أوروبا. ورصدت الصحيفة الأمريكية وفاة 2500 شخص على الأقل من المهاجرين هذا العام في الوقت الذي كانوا يسعون فيه إلى إيجاد ملاذ آمن في أوروبا هربا من ويلات الحرب التي عصفت ببلادهم. لافتة إلى وجود نداءات في الوقت الحالي من قبل مسئولين ومدافعين عن حقوق الإنسان بأن يقيم زعماء أوروبا ممرات آمنة تسمح للاجئين بالتخلي عن هذه الرحلات الغادرة التي يروج لها مجموعة من المهربين عديمي الضمير. ونقلت "واشنطن بوست" عن وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا مايكل لايتنر، القول "الحل ليس في زيادة مراقبة الحدود ولكن في فتح مزيد من الطرق الشرعية إلى أوروبا". وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي طالبت حكومتها في الأيام الماضية بوضع سياسات لجوء موحدة في أوروبا، "إن هناك جهودا مكثفة على مستوى أوروبا للتعامل مع هذه القضية بشكل أفضل مما كانت عليه الآن". ولفتت الصحيفة إلى وجود شكوك عميقة بين زعماء أوروبا حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بعد شهور من التردد حول "من يتحمل أعباء الحرب والفقر والنزوح الذي يحركه القمع في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا". وأشارت إلى أن الحوادث المأساوية التي حدثت في البداية، قد وقعت وذهبت دون اتخاذ أي رد فعل موحد ومتماسك في أوروبا فضلا عن وجود تفاوت متزايد بين بلدان أوروبية رحبت بعضها بعشرات الآلاف من طالبي اللجوء، وأخرى رفضت حتى الجهود الرامية إلى استقبال المئات من المهاجرين. وأوضحت الصحيفة أن أزمة اللاجئين التي تعاني منها أوروبا هذا العام لها أسباب لا تعد ولا تحصى، وأن المدافعين عن حقوق الإنسان اعترفوا بصعوبة وجود حلول لتلك الأزمة. بيد أن خبراء الهجرة يقولون إنه يمكن التخفيف من الأزمة من خلال اتباع سياسات من شأنها تسهيل الحصول على تأشيرات الدخول لهؤلاء الذين مزقت الصراعات بلادهم والسماح لطالبي اللجوء بالحصول على ذلك من بلدانهم الأصلية، بدلا من الانتظار حتى يخاطروا بحياتهم في رحلات تقطع آلاف الأميال في البر والبحر. وتابعت الصحيفة بقولها "حتى الآن، ينصب تركيز صانعي السياسة الأوروبيين على وقف تدفقات المهاجرين، إما عن طريق تدمير زوارق المهربين، أو بناء أسوار للحيلولة دون وصول المهاجرين إلى أوروبا". لكن الحوادث المميتة التي وقعت هذا الأسبوع تعكس مدى استعداد المهاجرين للذهاب إلى أوروبا حتى لو تعرضت حياتهم للخطر وذلك أملا في الفرار من أوطانهم التي تعج بالحروب الأهلية والوصول إلى القارة التي ينظرون إليها على أنها واحة الاستقرار والازدهار.