سيقول لك أي إيطالي، جميع أنواع الفطائر صحية وتجعلك منتعشا .. لكن ما قولك في مكرونة الأسباجيتي المصنوعة من القنب الهندي "الحشيش". يقول مزارعون من جنوبإيطاليا، كانوا يعرضون بضائعهم في مهرجان للأطعمة في لندن هذا الأسبوع، إن الفطائر المصنوعة من الحشيش والزيت والطحين "الدقيق" لن تجعلك منتشيًا، لكنها تمثل بديلاً صحيًا طيب المذاق يغنيك عن أنواع الفطائر التقليدية الأخرى. قال مارتسيو إيلاريو فيوري (30 عامًا) الذي تنتج منطقة موليزي التي يعيش بها زيت الحشيش ودقيق الحشيش، "الطعام المصنوع من الحشيش عضوي تمامًا، نبات القنب الهندي لا يحتاج إلى مبيدات للآفات ولا مخصبات مجرد كميات بسيطة من المياه". وغالبا ما يرتبط الحشيش بآثار النشوة التي تحدثها الماريوانا غير أن بعض أنواع هذا النبات يمكن أن تزرع لاستخدامها في صنع الطعام. ومثل هذه الأنواع التي لا تحتوي إلا على آثار ضئيلة للغاية من المادة المخدرة (تتراهيدروكانابينول) تزرع منذ زمن طويل لصنع الأطعمة ومنتجات أخرى بعد أن رفعت إيطاليا الحظر المفروض على زراعة القنب الهندي عام 1998. وقال فيوري، وهو واحد من بين نحو 200 من أساتذة فنون الطهي الإيطاليين الذين يحضرون في لندن مهرجان (بيلافيتا) -أي الحياة حلوة- الذي يستمر ثلاثة أيام "يقوم مفتشو الشرطة الإيطالية بحملات تفتيش منتظمة على محصولي للاطمئنان إلى أن المادة المخدرة في الحدود الآمنة". وعلاوة على مكرونة الأسباجيتي المصنوعة من دقيق القنب الهندي يقدم فيوري أطباقًا شهية من البسكويت المملح المصنوع في جنوبإيطاليا من زيت الحشيش ذي النكهة المميزة الشبيهة بالبندق. يقول المزارعون، إن بذور الحشيش من أغنى مصادر البروتين النباتي التي تحتوي على تركيزات عالية من الأحماض الدهنية التي تدخل فيها مادة أوميجا 3 المفيدة. وعلى الرغم من أن معظم صناع الفطائر لم يقتحموا بعد سوق مخبوزات الحشيش لكنهم يجدون سبلا حديثة لتقديمها في صور أخرى، إذ يبتكرون أشكالاً وأحجامًا جديدة من العجائن. على سبيل المثال قدم مطعم (لا موليزانا) أطباقًا غريبة من الأسباجيتي اسمها (سباجيتو كوادراتو) أي الأسباجيتي المربعة. ويسعى صناع النبيذ أيضًا إلى سبل لجعل منتجاتهم أكثر تميزًا وجذبًا، فقام أحدهم بتعتيق منتجاته في قاع البحر لمدة عام قبل بيعها بعد أن تكون قد اكتست الزجاجات بطبقة خضراء من الطحالب البحرية. واستغل هذا العارض حطام منصة حفر بحرية غارقة للتنقيب عن النفط لتخزين منتجاته تحت الماء بعد غرق المنصة في البحر الإدرياتي عام 1965.