طالب الدكتور جلال السعيد محافظ الفيوم وزارة الثقافة بالإسراع في إنشاء وتجهيز متحف آثار مدينة الفيوم ليضم أثارها الموجودة في المتاحف العلمية والمصرية وفي مقدمتها "وجوه الفيوم" الشهيرة والآثار المصرية القديمة والرومانية والقبطية والإسلامية. جاء ذلك في افتتاح المؤتمر العلمي الأثري الذي أقامه المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع محافظ الفيوم حول مدينة ماضي الأثرية وحضره زاهي حواس أمين عام المجلس والسفير الإيطالي في مصر "كلاوديو باتشوفيكو" ومحافظ الفيوم د.جلال مصطفى سعيد والمنسق العام لمشروع تطوير مدينة ماضي هشام الليثي وعدد من الأثريين الإيطاليين والمصريين . وأستعرض محافظ الفيوم أهم محاور سياسة المحافظة بالتنمية السياحية والاستثمار وتطوير المناطق الأثرية بالمحافظة، موضحاً مناطق التراث العلمي في وادي الحيتان وشمال بحيرة قارون وكرانيس، ونادي بإنشاء متحف لآثار الفيوم. ونوه المحافظ بأن العمل بمدينة ماضي بدأ منذ عام 1934 بتعاون الحكومة الإيطالية المستمر حتى الآن ، مشيراً إلى أن أعمال ترميم المعبد تمت ويجري حالياً إعداده للافتتاح في احتفالية عالمية تتناسب مع أهمية الموقع التاريخية، كما جاري الإنتهاء من إنشاء مركز للزوار ومدخل المدينة وربطها بمنطقة وادي الحيتان من خلال إنشاء الطريق الذي تم إعداده خلال هذا المشروع، وكذلك يتم حالياً استحداث نظام متطور للإضاءة باستخدام أحدث الخبرات الإيطالية. وأكد د.جلال سعيد أن المحافظة تقوم بتطوير مناطق الآثار وربطها بشبكة الطرق الرئيسية مما يسهل على الزوار والسياح الوصول إليها، وأن على رأس تلك الأعمال لإنشاء طريق يصل إلى مدينة ماضي بطول 20 كيلو متر. وأعرب السفير الإيطالي كلاديو باتشيفيكو عن سعادته للتعاون المصري الإيطالي الممتد، موكداً على أهمية الآثار المصرية وحب الإيطاليين لكل ما هو مصري. وأشاد د.زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بدعم الحكومة الإيطالية للدعم المؤسسي الذي أسفر عن ترميم هذا المعبد بصورة تليق بأهميته الأثرية، وكذلك د.فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي لدعمها للمشروع، موضحاً أن تمويل المشروع -المهم- بالكامل من الإدارة العامة لتنمية التعاون بوزارة الخارجية الإيطالية التي رصدت ميزانية تبلغ 3500 مليون يورو . وقال : أن التعاون الإيطالي في مناطق المحميات المصرية وخصوصاً بالتركيز على مناطق جبل علبة ووادي الريان والصحراء البيضاء وهضبة الجلف الكبير ، وواحة سيوة، من خلال الشراكة الناجحة بين الجانب الإيطالي والمصري. وساهم الخطوات الأولية للمشروع الذي بدأ عام 2005 في تعزيز فعالية إدارة المحميات ، مؤكداً على أن نشاط المشروع شمالي سقارة جاء تعزيزاً على قدرات حماية التراث الثقافي في مصر جزءاً من التعاون المصري الإيطالي في مجال البيئة وأوضح د.زاهي أن المشروع ينصب بالتركيز على عمل أول حديقة أثرية ستربط مواقع مدينة ماضي ووادي الريان بطريق طوله 27 كيلو متر، وسيتيح العمل في الحديقة الفرصة لأعمال صيانة دقيقة وإدارة كلا الموقعين.