يتبني مركز عبد الرحمن بدوي خطة علمية لإعادة طبع الأعمال الكاملة للفيلسوف المصري الراحل في إطار الجهود المبذولة لحفظ تراثه الفلسفي. ويقول أستاذ محسن بدوي وهو رجل الأعمال وابن شقيق المفكر الراحل إن فكرة تأسيس مركز يهتم بتراث عبد الرحمن بدوي وجمع أعماله جاءت بعد وفاته مباشرة ولكن التأسيس الفعلي للمركز جاء في يناير 2008 وقد ضممت إليه صالون عبد الرحمن بدوي الذي يعقد بالمجلس الأعلي للثقافة في الثلاثاء الأول من كل شهر. وعبد الرحمن بدوي ولد في 1917 أحد أبرز أساتذة الفلسفة المصريين حصل علي ليسانس الفلسفة 1938 وأصدر أول كتبه عام 1939 بعنوان "نيتشة" ولم يكن قد تجاوز الثانية والعشرين من عمره، حصل علي الدكتوراة عام 1944 بعنوان "الزمان الوجودي" التي قال عنها طه حسين إنها شهادة ميلاد لأول فيلسوف مصري وناقش فيها بدوي مشكلة الموت والزمان في فلسفة هيدجر، وقد انتمي بدوي للفلسفة الوجودية قبل أن ينتقل لدراسة التصوف فيما بعد. وكان إنشاء صالون عبد الرحمن بدوي قد سبق تأسيس المركز إذ أعلن عن تأسيسه بنقابة الصحفيين في عام 2005 ثم انتقلت جلسات الصالون لتعقد في المجلس الأعلي للثقافة بداية من عام 2006. يضيف بدوي أن المركز معني بالدرجة الأولي بجمع تراث عبد الرحمن بدوي وإعادة طبع الكتب التي نفدت طبعاتها فدوره كما يراه هو الحفاظ علي تراث الرجل ونشر فكره. وبدأ المركز بالفعل في إعادة طباعة الأعمال الكاملة التي تصل إلي 150 عملاً بطباعة 9 أعمال بالإضافة إلي كتاب يضم المقالات السياسية لعبد الرحمن بدوي ومن المتوقع صدور أربعة أو خمسة أعمال في الفترة القادمة. ومن الكتب التي أعيدت طباعتها (شخصيات قلقة في الإسلام)، (خريف الفكر اليوناني)، «(ربيع الفكر اليوناني)، (شهيدة العشق الإلهي) وتحقيق كتاب (المعلقات) لابن سينا وكتاب (سيرة حياة لثريو دي تورمس) الذي ترجمه عبد الرحمن بدوي عن الإسبانية. ويقول محسن بدوي إن بعض الأعمال ستنشر لأول مرة حيث إنه عثر علي مخطوطات لعدد من الكتب التي لم تنشر لعبد الرحمن بدوي ويجري جمعها ونشرها، ويؤكد بدوي أنه يتحري الدقة في نشر ما كتب عبد الرحمن بدوي ويستعين بمتخصصين لتحقيق المصطلحات الأجنبية الواردة في متون نصوص المفكر الراحل. ويضيف محسن بدوي أن مركز عبد الرحمن بدوي يرحب بالتعاون مع أي من المؤسسات الثقافة والأكاديمية في مصر وأنه علي استعداد تام للتعاون مع الباحثين في فكر عبد الرحمن بدوي والباب مفتوح أمام أي تعاون. ويقوم مركز عبد الرحمن بدوي بعدة أنشطة ثقافية بالإضافة إلي إعادة طبع الكتب ومنها ندوات تعقد بالتعاون مع جامعتي القاهرة وعين شمس. ويخطط بدوي لعقد مؤتمر عن الاستشراق العلمي والاستشراق السياسي في المستقبل، وفكرة المؤتمر تقوم علي دعم الاستشراق العلمي ورفض الاستشراق السياسي الذي جلب لكلمة الاستشراق سمعة سيئة. "لقد كانت فكرة التعامل مع الاستشراق العلمي جزءاً من مشروع المفكر الراحل وأريد أن أكمل ما بدأه". يضيف بدوي: توفي عبد الرحمن بدوي في مستشفى معهد ناصر في القاهرة صباح الخميس 25 يوليو 2002 وقد خلف وراءه أكثر من 150 عملاً منشوراً وعشرات المخطوطات والمقالات المنشورة في الصحف وقد ثار الكثير من الجدل حول القيمة العلمية لأعماله بعد وفاته حيث أصبح موضوعاً للعديد من الدراسات التي مجدته ومجدت أعماله وأخري اعتبرته مجرد ناقل للفلسفة الغربية دون إبداع.